أثارت مقابلة في كرة القدم بين الشعبين الشقيقين الجزائري والمصري أزمة غير مسبوقة، فحدث لغط كثير وقيلت في حقّنا شتائم لا يستطيع أولاد الحلال التفوه بها· لكن ''أولاد الحرام'' قالوا ما قالوا وكنّا في دواخلنا والألم يعتصرنا نردّد: ''ربّنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا''· كنّا على يقين بأن الذي حدث هو أمر مفتعل لا يمكن أن يفسد الوشائج المختلفة التي تجمعنا كشعبين عربيين ولسوف تعود الأمور إلى نصابها· هكذا وبعد فترة قصيرة عادت الفرق إلى لقاءاتها ومبارياتها، فالتقى لاعبو فرق الكرة هنا وهناك، وفاز من فاز وانهزم من انهزم في جو الأهازيج التي تصنعها الجماهير الرياضية التي تهوى الرياضة ولا تكترث للحسابات السياسية التي تحاك في الزوايا المعتمة· بهذا الشكل والأسلوب، طويت الأزمة رياضيا أو تكاد، لكن الغريب في الأمر أن تداعيات هذه الأزمة مسّت الكتاب (ذلكم الشيء المغبون المتشكل من بضع صفحات) فوقع أسير مراوغات مجنونة، حيث قاطع الناشرون الجزائريون معرض القاهرة وبعدها تمّ استبعاد الناشرين المصريين عنوة للأسف من الطبعة المقبلة للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر· هذا الوضع البائس ينطبق عليه المثل الجزائري الشعبي القائل ''يديرها الذيب ويخلصوها ولادو''لأن الكاتب لا دخل له فيما حدث وأن له ذلك، لأنه سيبقى حامل النور والمحبة·