بطريقة ذكية، تمكنت ثلاث فتيات من الإطاحة بأحد الضحايا الأثرياء الذي تعرض إلى عملية اختطاف وسرقة سيارته وكل ما يملكه بعدما قمن باستدراجه إلى مكان مظلم وخال اتفقوا عليه مسبقا، خلال السهرة التي قرروا أن تكون بمطعم بسعيد حمدين· فالضحية هو مقاول بحاسي مسعود يملك مالا وفيرا، كان فريسة سهلة لإحدى الفتيات المنحرفات التي كان يعرفها منذ مدة وكان يقدم لها يد المساعدة في كل مرة بعدما علم بمشاكلها العائلية التي تركت من أجلها منزلها للإقامة في بيت قصديري بالزغارة رفقة فتاتين تعرفت عليهما وشخصين آخرين كانا يترددان على ذلك البيت، في إحدى المرات عرضت عليهم المسماة (ش· لامية) السهر في إحدى المطاعم الذي كانت كثيرة التردد عليها ولديها هناك زبائنها، وقرروا خلال ذلك الاعتداء على أحدهم من أجل سرقته، وكان ذلك ليلتي 4 إلى 5 مارس 2004 حيث توجهت كل من هذه الأخيرة وصديقتيها (ب· سهام) و(ب· مريم) إلى مطعم البارك، وهناك التقت بالضحية (ش· أ) الذي كانت تعرفه وتعلم بأنه يملك المال الكثير، هذا الأخير طلب منها الانضمام إليهم لتناول وجبة العشاء رفقة صديقيه، فبعد أن قضوا سهرتهم طلبت منه المدعوة لامية إيصالهن فيما بعد إلى باب الوادي، وكان ذلك قبل أن تجري إحداهن مكالمة هاتفية أخبرت، بعدما استفسر منها الأمر، أنها تتصل بذويها من أجل فتح الباب لها وأن تبلغ والدتها أنها ستبيت معه بفندق الشيراتون بعدما عرض عليها ذلك عند عودتها، وعندما قام بإيصالهما في حدود الساعة الرابعة صباحا، طلبت منه المسماة سهام أن يوقف محرك السيارة بحجة عدم إزعاج الجيران، وهناك تفاجأ بشخصين أحدهما قام بخنقه وعليه فقد الوعي ليجد نفسه بالصندوق الخلفي لسيارته التي كانت تسير وتوقفت بالقرب من جسر ببودواو، حيث تم تكبيله ووضع شريط لاصق على فمه ثم ألقي به بغابة هناك، وهذا بعدما سلبا منه كل ما يملكه من هاتف نقال الذي صرح بخصوصه الضحية أن قيمته 50 ألف دينار ومبلغ مالي يقدر ب 35 ألف دينار، بالإضافة إلى مفاتيح مكتبه وبيته، ثم أخذوا السيارة وعادوا إلى ذلك البيت القصديري الذي يجتمعون به، وطلبوا من الفتيات أن يغادرن إلى بجاية، وهذا ما فعلوه في اليوم الموالي· وبعدما تقدم الضحية بشكواه إلى مصالح الأمن بباب الوادي تم فتح تحقيق في الموضوع، وتبين تورط خمسة أشخاص من بينهم امرائتان، ويتعلق الأمر بكل من المدعوة (ب· سهام) و(ش لامية) و(ل، عبد الله) و(ر، ناصر) الذين تم توقيفهم فيما بعد وإحالتهم على العدالة بعد اتهامهم بجناية تكوين جماعة أشرار والسرقة والاختطاف والحجز ومحاولة القتل· وخلال مثول المتهمين، أمس، أمام محكمة جنايات العاصمة، أنكرت المتهمة لامية بأنها كانت المدبر الرئيسي للعملية، مؤكدة أنها فعلا خرجت ليلة الواقعة للسهر مع صديقتها بفندق الشيراتون حيث التقيتا بالضحية وتناولتا رفقته وجبة العشاء وبعد انتهاء السهرة عرض عليهما أن يوصلهما إلى المنزل بباب الوادي، حيث طلبت منه سهام توقيف محرك السيارة، وفي تلك اللحظة تهجم المتهمان الآخران الذي يكون أحدهما خطيب المدعوة سهام والآخر صديق الثانية مريم على الضحية دون علمهما بما يحدث، أما عن المتهمين الآخرين فقد كانت تصريحاتهم متناقضة لما صرحت به هذه الأخيرة، حيث أكد المدعو (ر· ناصر) الذي ألقي عليه القبض يوم زفافه، أنه فعلا نفذ عملية الاختطاف بعدما أبلغ صديقه المدعو رشيد أن خطيبته رفقة شخص بالمطعم· المحكمة بعد المداولات أدانت المتهمين (ر· ناصر) و(ل· عبد الله) ب 7 سنوات سجنا نافذا، والمتهمتين (ش· لامية) و(ب· سهام) ب 3 سنوات سجنا نافذا·