أكد مدير التكوين على مستوى وزارة التربية الوطنية أحسن لبصير ل ''الجزائر نيوز'' أن الأستاذ في الفترة الحالية لم يعد مصدرا للمعرفة لدى التلاميذ، بل أصبح دوره يقتصر فقط على التوجيه وليس التحصيل العلمي للتلميذ، مشيرا من جانب آخر إلى أن الوصاية ركزت على ولايات الجنوب من خلال برمجة ملتقيات ودورات تكوينية لمديري مؤسسات التعليم الثانوي، بعد النتائج السلبية المسجلة في شهادة الباكالوريا كل سنة، بهدف تحسين هذه النتائج. لماذا خصصت هذه الدورات التكوينية والملتقيات لولايات الجنوب؟ بعد تقييم النتائج الرسمية في الإمتحانات الرسمية خاصة في امتحانات شهادة الباكالوريا، تبين أن النتائج الضعيفة هي في ولايات الجنوب أكثر، وكانت كل المؤشرات تؤكد أن قلة استخدام الإمكانيات التكنولوجية الموجودة بالمؤسسات المتمثلة في الإعلام الآلي، إضافة إلى ضعف تقنيات التسيير، وبالتالي فقد باشرت الوصاية تنظيم هذه الملتقيات في الولايات الجنوبية، لأن هذه الدورات التكوينية هي عبارة عن برنامج وطني الهدف منه تأهيل مديري المؤسسات التربوية خاصة مديري مؤسسات التعليم الثانوي، للتحكم في استخدام البريد الإلكتروني للمراسلات الإلكترونية واستعمال البرمجيات البيداغوجية في مجال التدريس، إضافة إلى تأهيل هؤلاء على التقنيات الجديدة للتسيير البيداغوجي والإداري، وهذا كله من أجل ترشيد التسيير وعقلنته عن طريق إعداد مخطط سنوي والتحكم في تسيير مشاريع المؤسسة والمشاريع البيداغوجية، وتحسين فضاء الدراسة. ما الفائدة التي تعود بها هذه الدورات على التلاميذ؟ تعود هذه الدورات التكوينية بالفائدة على التلاميذ، حيث توفر لهم فضاءات يمارسون فيها هواياتهم ويدعمون مكتسباتهم باستخدام مخابر الإعلام الآلي خارج أوقات الدراسة، إلى جانب المكتبة المدرسية، وبقيامنا بمقارنة في الآونة الأخيرة وجدنا أن المؤسسات التربوية في الجنوب أحسن بكثير من المؤسسات التربوية في الشمال من حيث التجهيزات خاصة في مجال الإعلام الآلي، وهذا كله من أجل خلق الدافعية والتحفيز وتشجيع المديرين على تحقيق تخطيط موضوعي ودراسة متوازنة للتسيير إضافة إلى التحصيل العلمي. ركزتم خلال هذه الدورات التكوينية على مدراء المؤسسات التعليمية، هل هذا يعني أن هؤلاء تكوينهم ضعيف وبالتالي أثر سلبا على النتائج؟ كمرحلة أولى بدأنا بالمدراء باعتبارهم الركيزة الأولى في أي مؤسسة تربوية، ثم ستتبعها بعد ذلك دورات تكوينية للمفتشين والأساتذة، وذلك حتى لا يكون مشكل في التسيير والتخطيط البيداغوجي، حيث أردنا خلق التأهيل من القاعدة، وهو ما يركز عليه الأمر 08 - 04 من القانون التوجيهي للتربية الوطنية في المواد 77 ، 78 ، 79 والتي تتضمن ضرورة تطوير وتحديث وتحسين معارف التربية. أدرجتم خلال هذه الملتقيات فدرالية أولياء التلاميذ، ما السبب وراء ذلك؟ أكيد، لأن أولياء التلاميذ يعتبرون شركاء في إطار مشروع المؤسسة، وهم أساسيون في ذلك، ومشروع المؤسسة هذا هو طريقة تسيير جماعية ترتكز على العمل بطريقة جماعية. ركزتم خلال هذه الدورات على دعم التلميذ بالسندات التربوية، هل هذا يعني أنكم تشككون في قدرات الأستاذ وما يقدمه من معلومات؟ نحن الآن لا نعتمد على الأستاذ على أنه المصدر الأساسي للمعرفة، وذلك في إطار التربية الحديثة والإصلاحات التي باشرت فيها وزارة التربية الوطنية، وإنما هناك عدة مصادر متاحة للتلميذ، والآن أصبح دور الأستاذ في القسم هو التوجيه وليس تقديم معلومات ودروس، هو فقط يعطيهم المواضيع، ويوجههم إلى المصادر التي يمكنهم البحث فيها، والإستفادة من المعلومات الموجودة فيها، حيث أن الأستاذ الآن يعلم التلميذ على بناء المعرفة وليس تحصيلها.