استغربت عضو مجلس الأمة والممثلة دليلة حليلو، أمس، في تصريح خصت به ''الجزائر نيوز''، الأخبار التي نشرتها بعض الصحف العالمية التي أوردت اسمها في مراسلات السفارة الأمريكيةبالجزائر التي باشر موقع ''يكيليكس'' بنشرها، حول الاهتمام الأمريكي بتطور الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، مؤكدة بأنها لم تتناول يوما ما أية مواضيع تتعلق بالأوضاع السياسية في البلاد مع أي شخص كان بما في ذلك مسؤولي السفارة الأمريكية· وأكدت عضو مجلس الأمة أنها تلقت فعلا دعوة من السفارة الأمريكية وقبِلتها، دون أن تتذكر تاريخها ''لكنني لم أدل بمثل هذه التصريحات التي نسبت إليّ، خاصة إذا تعلق الأمر بالرئيس بوتفليقة الذي ساندته في الانتخابات الرئاسية''· وكانت الوثيقة المؤرخة في 17 جانفي ,2007 التي نشرها موقع ''ويكيليكس'' تضمن معلومات خاصة حصلت عليها السفارة الأمريكيةبالجزائر من عضو في مجلس الأمة الجزائري استقتها بدورها من مصادر من محيط الرئيس الجزائري، بالإضافة إلى حصول مصالح السفارة على معلومات من صحفية بيومية وطنية· وتتضمن الوثيقة أن الرئيس بوتفليقة لن يتمكن من إكمال عهدته الثانية، وأن رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح قادر على إكمال مسار الخلافة إلى غاية تعيين أو انتخاب رئيس جديد· ولم تغفل البرقية الإشارة إلى أن بن صالح الذي يؤول إليه منصب الرئيس لمدة أقصاها شهران وفق أحكام المادة 88 من الدستور الجزائري في حالة تنحي الرئيس عن منصبه أو وفاته، لا يحظى بتأييد في الغرفة العليا للبرلمان وأن كثيرين من أعضاء المجلس لا يريدون بقاءه في منصبه، لكن الرئيس بوتفليقة فرضه على معارضيه· وتطرقت وثائق ''ويكيليكس'' التي انفردت جريدة الأخبار اللبنانية بنشرها لقضية رئيس وكالة المخابرات المركزية في الجزائر، أندرو وارن، الذي وصل إلى الجزائر في ,2007 والضالع في حالتي اغتصاب بالجزائر الذي وجهت له التهم رسميا يوم 18 جويلية 2009 من قبل هيئة المحلفين العليا في مقاطعة كولومبيا بواشنطن· كما أشارت وثائق ''ويكيليكس'' إلى أن المخابرات الأمريكية لعبت دورا مهما، كما بذلت جهود كبيرة، في عدم تمكين عشرات المقاتلين الجزائريين من الالتحاق بصفوف القاعدة بالعراق التي كان يتزعمها الزرقاوي، وذلك بتوفير المعلومات اللازمة للسلطات الجزائرية في هذا الشأن· والغريب في الأمر أن مصالح السفارة الأمريكية التي استقبلت عددا من الشخصيات الوطنية والصحفيين في إطار مهمات صحفية أو حفلات تخص الاحتفالات بذكرى استقلال أمريكا أو إحياء ذكرى ال 11 سبتمبر قامت باستغلال المعلومات وحوّلتها لأجهزتها الاستخباراتية· ويلاحظ هنا أن مصالح السفارة كانت تدون كل الحوارات واللقاءات في إطار نشاطات ما، في وثائق تعتبرها سرية·