رغم تزايد حوادث المرور القاتلة بفعل عربات الوزن الثقيل، فإن نسبة تلك الحوادث على العموم تبدو منخفضة إلى حد ما مقارنة بتلك الحوادث التي تتسبب فيها السيارات الخفيفة المسماة ''سياحية'' التي بلغت الحوادث التي تسببت فيها· وحسب حصيلة جديدة لمصالح الدرك الوطني للسداسي الأول من سنة 2009 الجارية، فإن 12841 مركبة تورطت في حوادث من هذا النوع بنسبة 17, 71%، وأرجعت الدراسة أسباب ذلك الارتفاع المذهل مقارنة بأنواع العربات الأخرى منها الثقيلة إلى سبب بسيط هو كون عدد كبير جدا ولا يقارن بغيرها من العربات المكونة للحظيرة الوطنية· ورغم تأكيد الأرقام على النقص الكبير لعربات الوزن الثقيل في الحظيرة الوطنية وفي طرق المواصلات، فقد باتت تشكل الخطر الحقيقي على حياة الناس، بمن فيهم الراجلين وحتى راكبي السيارات السياحية الخفيفة، نتيجة لعدة عوامل من بينها الحالة الميكانيكية للعربة نفسها والكثير من الشاحنات تفتقر إلى المواصفات التقنية ويتسبب أي خلل مفاجئ في حدوث كارثة حقيقية، إضافة إلى تهور الكثير من السائقين الذين ''يحتقرون'' غيرهم، ويحاولون احتكار الطريق وتهديد الآخرين بترهيبهم، وهناك نوع من السائقين يعمل على مسافات بعيدة ولا يعطي جسده قسطا من الراحة مما يتسبب عياءه في كارثة عليه وعلى غيره· وحسب حصيلة السداسي الأول من هذه السنة للدرك الوطني، فإن ما تسمى ''فئة مركبات النقل المشترك'' المخصصة للبضائع وللمسافرين، وحتى سيارات الأجرة، قد تسببت في 2477 حادث، أسفر عنها 5383 ضحية منهم 503 قتيل، وهو الرقم الذي يعادل 07, 21% من مجموع الحوادث بمختلف أنواعها· وبخصوص مركبات النقل الجماعي من نوع جي 5 وجي ,9 فقد كانت مصدر وقوع 371 حادث، خلف 64 قتيلا و783 جريح ما يعادل نسبة 98, 14% من مجموع الحوادث المتسبب فيها أصحاب عربات ''النقل المشترك''· وأكدت الدراسة الإحصائية الحديثة أنه من بين أسباب حوادث المرور المتكررة تلك وتقدر نسبتها ب 91, 88% من حوادث المرور راجعة بالأساس إلى عامل العنصر البشري، وأن 09, 11% فقط راجعة إلى حالة الطرقات، ووضعية المركبات والمحيط بشكل عام· وكانت مركبات الوزن الثقيل قد تسبب في السداسي الأول من هذه السنة في 3024 حادث بنسبة 76, 16%، في حين أن الحافلات ومركبات النقل الجماعي قد تسببت في 599 حادث بنسبة 3,32 %·