لم نجد في قسم الطلبة صورة أبلغ من حكاية الأستاذ حدمر للحديث هذه السنة عن قطاع التربية والتعليم، لأن كل ما يمكن قوله سيكون عبارة عن تكرار لما قيل طوال عشرية كاملة من انتقادات لم تغير شيئا من واقع القطاع على مختلف المستويات، لكن ونحن نحتفي بأعلى نسبة بكالوريا في تاريخ التعليم الجزائري خلال العام ,2010 لا يسعنا إلا أن نوجه نداء للأولياء نقول فيه احذروا على عقول أبنائكم، لأن النجاح والحصول على شهادات ليس هو الهدف الحقيقي من المعرفة والعلم وإنما تفتّح العقل ووجود النور الذي يقودنا إلى بر الأمان في الحياة هو الهدف الحقيقي من العلم، وهذا هو ما تغفله وزارة بن بوزيد وهي تضع البرامج الوطنية ''لتغبية الطفل الجزائري''، ولهذا فإن النجاح في البكالوريا بنسبة 16 من 20 ودخول قسم الطب لا يعد نهاية المطاف·· لأن هذا الطبيب قد يتحول إلى شخص ومعالج فاشل بفعل دعم الكم على حساب الكيف، لأن القطاع الذي يلجأ إلى وزارة الداخلية لإخفاء عيوبه ب ''القزول'' ليست لديه أية نية للإصلاح واحترام الآخر، فالنجاح الباهر في البكالوريا لا يخفي نسبة الانهيارات العصبية والأزمة النفسية التي باتت تهدد الكفاءات في هذا القطاع، ولا تخفي المستوى الفكري المتدني لخريجي مدارسنا·· والعقل لا يقبل أن قسما من 60 تلميذا يدرّسهم مدرّس واحد في كل مادة ينجح 40 واحدا منهم بتقديرات؟ لذا أيها الأولياء احذروا من الغش والاستغفال الذين تتعرضون له في مستقبل أبنائكم·