أبدى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي موقفا حذرا من الأحداث التي تعرفها عدد من الدول العربية في الفترة الأخيرة، خاصة ثورة الياسمين التي أطاحت بأخطر دكتاتورية في شمال إفريقيا وكذا أحداث الجزائر· واعترف نيكولا ساركوزي، في مؤتمر صحافي بمناسبة تولي فرنسا رئاستي مجموعتي (جي20) والدول الصناعية الكبرى (جي8)، بعدم تقييم فرنسا للأمور، ''كما ينبغي'' خلال مظاهرات الشعب التونسي ضد نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في إشارة منه إلى سكوت باريس وتصريحات وزيرته الخارجية ميشال أليو ماري، مضيفا أن ''الكثير كان على علم بما سيحدث وكان من الأفضل أن يقدموا لنا بعض الأفكار لكي نتجنب المواقف التقليدية''· هذا، وأكد ساركوزي أن فرنسا تتحفظ في إبداء الرأي عندما يتعلق الأمر بأحداث تحصل في الدول التي كانت مستعمرات فرنسية سابقا، حتى لا يعد ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية لتلك الدول، مؤكدا تضامن الشعب الفرنسي مع الشعب التونسي في مسيرته نحو الحرية والديمقراطية، مشيرا إلى أنه طلب من الحكومة الفرنسية القيام بعدد من التدابير لتقديم المساعدة لتونس نظرا للأوضاع التي تمر فيها، وخاصة الأوضاع الاقتصادية، معربا عن أمله بأن تسمح الحكومة التونسيةالجديدة بالقيام بتلك التدابير· وأعلن أن فرنسا ستتدخل لدى شركائها الأوروبيين لكي تحصل تونس على وضع الشريك المتقدم مع الاتحاد الأوروبي· كما ربط الرئيس الفرنسي جزءا من مستقبل تونس في الاتحاد المتوسطي قائلا ''لكي تجد تونس نفسها في هذا الاتحاد يجب أن يكون الأخير منتدى للتعاون وليس للخلافات''· وردا على سؤال حول إمكانية نمو التطرف الإسلامي في تونس، أكد ساركوزي ضرورة وضع الثقة في الشباب التونسي، موضحا أن ''خطر التطرف الإسلامي حقيقة، ولكن هذا الخطر لا يمكن أن يبرر الفساد أو أن يكون عقبة في وجه الانفتاح الديمقراطي''· وكانت فرنسا التي تعرضت حكومتها لانتقادات واسعة إثر مظاهرات الشعب التونسي قد أعربت عن دعمها لرغبة الشعب التونسي بإقامة الديمقراطية، ودعت إلى تنظيم انتخابات حرة إثر خروج الرئيس التونسي زين العابدين بن علي· ورفض نيكولا ساركوزي الإجابة على سؤال وجهه له صحفي ألماني بشأن الجزائر، مفاده مدى استعداد فرنسا لاستقبال الرئيس الجزائري بوتفليقة في حالة حدوث ثورة في الجزائر، حيث رد ضاحكا في زيارة رسمية؟!، وقال إنه لا يمكنه الرد على سؤال سيكون هناك استغلال لجوابه وتأويلات كبيرة في بلد كبير مثل الجزائر· الاشتراكيون الفرنسيون يدعون لحريات أكبر في الجزائر وتفاعلت الطبقة السياسية الفرنسية المنتمية إلى اليسار الفرنسي إلى جانب المطالبة بحريات أكبر والانفتاح الديمقراطي في الجزائر، حيث دعت مرشحة الرئاسة الفرنسية سيغولان روايال مرشحة الحزب الاشتراكي الفرنسي للرئاسة عام ,2007 إلى ضرورة الانفتاح الديمقراطي في الجزائر وإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها الجزائريون، إضافة إلى تحقيق مبدأ التداول على السلطة وكذا احترام الحريات العامة للمواطنين·