رفع موظفو وكالة اسطاوالي والمديرية العامة لبنك التنمية المحلية شعارات الثور التونسية والمصرية طالبت برحيل الرئيس المدير العام، بشطرزي محمد أرسلان، ومكتب النقابة، عقب محاولة زميلهم الانتحار حرقا، صباح أمس، بعد أن اصطحب معه إلى مقر المديرية العامة ابنته المعاقة، منددا بما أسماه الحفرة وغلق الأبواب، الأمر الذي حمل كافة العمال على التضامن معه انتفاضة عن سنوات الصمت، كما وصفوها· لخضر مباركي (40 سنة) عون أمن يشتغل، منذ 18عاما، في بنك التنمية المحلية بموجب عقد عمل محدود المدة، لكنه نزل عليه، في الآونة الأخيرة، خبر إداري يتضمن تحويله إلى إحدى الفيلات التي استعادها البنك في سويدانية، بعد نزاع قضائي، ما اعتبره الأخير مهانة ومذلة تستدعي الطعن في القرار ومقابلة الرئيس المدير العام· إلا أن غلق الرجل الأول في ال ''بي دي آل'' أبواب الحوار، أبقت أمام لخضر مباركي، بعد محاولات عديدة لحل مشكلته بالطرق القانونية، خيارا واحدا وهو إشعال جسده ليموت أمام أنظار ابنته المعوقة، كرسالة احتجاجية على تصرفات إدارية يراها على درجة كبيرة من الحفرة والتعسف· ما وقع بالأمس في اسطاوالي دفع بباقي زملاء لخضر مباركي إلى كسر جدار الصمت والثورة ضد الإدارة، تضامنا معه، فأوقف كافة الموظفين مهامهم ورفعوا شعارات مناوئة للرئيس المدير العام ومكتب النقابة، مطالبين برحيلهما على الفور· وكانت الشعارات التي رددها العمال الذين تجمعوا في ساحة المديرية العامة مستلهمة من الثورة الشعبية التونسية والمصرية، وعلى شاكلة ''ارحل يا مبارك'' و''بن علي dégage''، صاح المئات ''بشطرزي dégage''، وهو الشعار ذاته الذي طالبوا به رئيس النقابة زوبيري بالرحيل· كما دعا العمال والموظفون إلى تحقيق عميق في تسيير المدير الحالي منذ مجيئه، قبل خمس سنوات، في مسائل التوظيف والترقيات وتوزيع المنح والعقوبات التعسفية ضد أشخاص لم يتسن لهم التعبير عن رأيهم· كما طالبوا السلطات بالتحقيق في هويّات وعلاقات الأشخاص الموظفين في مناصب مسؤولية جاؤوا من الخارج، على حساب أصحاب الخبرة في البنك· وأكد المحتجون أنهم سيبقون معتصمين ومضربين عن العمل إلى غاية الإطاحة ب ''نظام الرئيس المدير العام بشطرزي وبطانته من النقابيين الحاليين المستفيدين من الامتيازات''، كما يقولون· من جهته، اعتبر الرئيس المدير العام بشطرزي الذي قطع سعيه مع مدرائه التنفيذيين واتصالاته مع وزارة المالية، ليشرح للصحفيين ما يجري، أن الإضراب غير شرعي، لكنه رغم ذلك كشف عن التنازل عن حقه في اللجوء إلى العدالة لتوقيفه، كما دأبت السلطات العمومية على فعله، وقال ''أفضل حل المشاكل بالتراضي''· وأكد بشطرزي للإعلاميين أنه نجح في حمل لخضر مباركي على العدول عن فكرة الانتحار حرقا، وتسريع تسوية ملف كافة الذين يوجدون في وضعيته، حسب قدرات المديرية العامة، معترفا بوجود الكثير من الأشخاص الموظفين منذ سنوات بعقود محددة المدة، ''لكننا نسعى من خلال الاتفاقية القطاعية إلى التسوية''، معتبرا أن سياسته توظيف الشباب الحامل للشهادات العليا وأن الخبرة المهنية لا تكفي لوحدها لترقية الموظفين''، كاشفا عن إدراج منحة المجهود -مؤخرا- التي كانت غائبة من سلم الأجور وتوظيف نحو 230 شاب وإجراء نحو 800 ترقية خلال 3 سنوات عبر 149 وكالة و16 مديرية جهوية''· أما عن موقف وزارة المالية، فقال المدير العام ''إننا نزودها فقط بالتطورات ولا تزال لم تصدر أي أمر''·