فنّد عبد الرزاق مقري، نائب رئيس حركة مجتمع السلم، وجود أية خلافات بينه وبين قيادات أخرى في الحركة، مثلما راج مؤخرا عقب إشاعة عن استقالته وانزعاج البعض الآخر من زيارته الفردية لراشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية المعارضة، لكونها جاءت في توقيت داخلي حساس ولم يتم تدارس آثارها في مؤسسات الحركة، خاصة وأن الزيارة تأتي تراكما لسلسلة مواقف من عبد الرزاق مقري، وُصفت بغير المنسجمة مع القناعة والمبادئ السياسية لحركة مجتمع السلم· يقول نائب رئيس حركة مجتمع السلم، ''أولا: زيارتي للغنوشي فردية ولا تلزم الحركة في شيء، ثم إنني أبلغت بها الرئيس أبو جرة سلطاني، وثالثا: هل كل أمر يقوم به مناضل في الحركة خارج المهمة الرسمية يجب أن يبلغ به؟ إننا لسنا في ثكنة عسكرية نستأذن فيها عند إقدامنا على فعل أي شيء''، وهي الشروحات التي لا تبدو أنها تروق للبعض الآخر في الحركة كونهم يعتبرون نشر تفاصيل الزيارة الفردية بذلك الشكل على الموقع الرسمي للحركة يوحي بأنه موقفها الرسمي، وسبق وأن نسقت وحضرت له، ثم أن التفصيل الآخر الأكثر لفتا للنظر هو إعلان مقري اصطحابه لشباب جزائري كي يروا كيف حدثت الثورة، وأنهم أولى بذلك من القيادات من جيله، أمر قد يُفهم على أنه تحريض غير مباشر، وقد تتلقفه السلطات على غير قصده الأصلي الخالي من أي خلفيات سلبية، وهو ما يضيف حوله، قوله ''إن الناس أحرار في قراءاتهم للموضوع والحكم عليه''· هذا القلق والانزعاج المتنامي الذي بدأ يتشكل لدى البعض في حركة مجتمع السلم، من خرجات عبد الرزاق مقري، نابع حسب مصادر من احتمال كبير أن يجلب صداع الرأس للحركة في وقت هي في غنى عنه، بسبب وجودها في قلب تحالف رئاسي من أجل تنفيذ برنامج دولة ضخم ماليا· فقول مقري أن التحالف الذي توجد حركته طرفا فيه ''تحالف ينتهي عند مستوى تسميته، ثم إعلانه عن مساندة مسيرة 12 فيفري ومشاركته فيها قبل أن يعدل عن الأمر، أثارت حفيظة كثيرين حول أهداف الأخير من ورائها، غير أن الرجل لا يعتبرها سوى ممارسته لحرية التعبير والمواقف في باحة الديمقراطية التي توفرها الحركة والتي تستوعب كافة الآراء والآراء المخالفة·