خرج، ليلة الأربعاء المنصرمة، المئات من طلبة الإقامة الجامعية للذكور ببوخالفة بتيزي وزو، في مسيرة حاشدة، بحدود منتصف الليل، للتنديد بغياب الأمن داخل إقامتهم بعد تعرّض طالبين إلى اعتداء جسدي بالسلاح الأبيض داخل مطعم الإقامة من طرف غرباء، كما نظموا اعتصاما أمام إقامة الوالي بمدينة تيزي وزو، مطالبين بضرورة خروجه لمقابلتهم لأجل طرح انشغالاتهم، لكن قوات مكافحة الشغب تدخلت وأطلقت القنابل المسيلة للدموع محاولة تفريق الطلبة، ورغم ذلك ظل الطلبة معتصمين بطريقة سلمية وقضوا ليلة بيضاء· أصبحت ظاهرة الاعتداءات الممارسة ضد الطلبة في منطقة بوخالفة تأخذ منعرجا خطيرا وتتكرر كل يوم، حيث خرج المئات من الطلبة القاطنين في هذا الحي في مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من الإقامة المذكورة إلى غاية مدينة تيزي وزو على بعد 10 كلم مشيا على الأقدام، وهذا تنديدا بغياب الأمن في حيهم وتضامنا مع زميليهما اللذان تعرضا إلى اعتداء بالسلاح الأبيض داخل مطعم الحي· وحسب شهادات المحتجين ل ''الجزائر نيوز''، فإن مجموعة من الغرباء والمنحرفين اقتحموا ليلة الأربعاء إقامة بوخالفة، وكانوا في حالة سكر يرثى لها وفاقدين للوعي، حيث أقدم أحدهم على إخراج سلاح أبيض وقام بإثارة الفوضى والخوف داخل مطعم الإقامة، مهددا الطلبة والعمال بالقتل، حيث دخل إلى المطبخ ورمى بكل المستلزمات والأكل، واعتدى على طالبين بسلاح أبيض، نقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأشار الطلبة إلى أن أعوان الشرطة الذين كانوا بمحاذاة الإقامة رفضوا التدخل لأسباب مجهولة· وأكد الطلبة أن ظاهرة الاعتداءات أصبحت جد خطيرة ومتزايدة على مستوى إقامتهم، مشيرين إلى أن الغرباء والمنحرفين أصبحوا يدخلون ويخرجون من وإلى الحي بطريقة عادية دون تدخل المسؤولين، واتهموا بعض أعوان الأمن بتواطئهم في عمليات الاعتداء التي تحدث بإقامتهم· الطلبة يعتصمون أمام إقامة الوالي من الواحدة ليلا إلى الرابعة والنصف صباحا قرر طلبة إقامة بوخالفة نقل صوتهم إلى الشارع في الأوقات الليلية مباشرة بعد حدوث عملية الاعتداء، وبعد وصولهم إلى مدخل إقامة الوالي بعاصمة جرجرة، نظموا اعتصاما عارما وسلميا للمطالبة بضرورة تدخل المسؤول الأول عن الولاية لحمايتهم وتوفير الأمن لهم، وطالبوا بضرورة خروج الوالي لمقابلتهم، لكن هذا الأخير رفض ذلك طلب منهم تعيين ممثلين عنهم، لكن الطلبة رفضوا ذلك بحجة أنه سبق وأن قابل ممثلو الطلبة الوالي وطرحوا عليه انشغالاتهم، لاسيما مطلب توفير الأمن، لكنهم لم يسجلوا أي تدخل في الميدان· وأمام رفض الوالي مقابلة الطلبة، قرر المحتجين ترديد عدة شعارات من مدخل إقامة الوالي، وظل الطلبة في اعتصامهم لأكثر من ثلاثة ساعات، لكن صمت الوالي خلق في نفوس المحتجين غضبا وتذمرا شديدا خصوصا أن زميليهما تعرضا لاعتداء بسلاح أبيض داخل مطعم الإقامة، ''نعيش اعتداءات المنحرفين وصمت المسؤولين'' حسب تعبير أحد الطلبة، حيث رددوا عدة شعارات مناهضة ومنتقدة للسياسة المطبقة ضد الطلبة، بما فيها صمت الوالي· قوات مكافحة الشغب تتدخل باستخدام قنابل ''لاكريموجان'' والطلبة رددوا ''لا للعنف'' رافقتها التصفيقات في الوقت الذي كان الطلبة المحتجون ينتظرون خروج الوالي لمقابلتهم، تفاجأوا في حدود الثالثة صباحا بتدخل قوات مكافحة الشغب بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة من داخل إقامة الوالي، محاولة منهم لتفريق الطلبة بالرغم من أن حركتهم الاحتجاجية سلمية، ما جعل الطلبة يصابون بحالات من التذمر والسخط، لكنهم أحسنوا المعاملة ورفضوا الدخول في مواجهات مع قوات الأمن، حيث جلس الطلبة على الأرض ورددوا شعارات عديدة على غرار ''نحن سلميين'' و''لا للعنف'' و''اقتلونا إن شئتم فنحن طلبة ولسنا إرهابيين''، كما قام الطلبة بالتصفيق لأعوان الأمن خلال إطلاقهم القنابل المسيلة للدموع· لكن استمرار قوات الأمن في استخدام العنف دفع ببعض الطلبة برمي بعض المقذوفات تجاه أعوان الأمن، قبل أن يتدخل طلبة آخرون لتوقيفهم، وأصروا على أن تواصل حركتهم الاحتجاجية بطريقة سلمية، لمنع وقوع ما لا يحمد عقباه· طلبة الإقامة الجامعية حسناوة يلتحقون بزملائهم ومواصلة المسيرة إلى الكلية المركزية مباشرة بعد سماع طلبة الإقامة الجامعية للذكور ببوخالفة بخبر تعرّض زملائهم إلى اعتداءات من طرف الغرباء داخل حي بوخالفة أمام إقامة الوالي، توافدوا بأعداد هائلة إلى مدينة تيزي وزو وانضموا إلى الحركة الاحتجاجية لمساندة زملائهم، وبعد حوالي ساعة من الفوضى التي خلقت وسط المحتجين، توصلوا إلى اتفاق في حدود الرابعة والنصف صباحا تتمثل في مواصلة مسيرتهم من إقامة الوالي إلى غاية الكلية، حيث ظلوا هناك إلى غاية الصباح، بعدها انضم إليهم العديد من طلبة جامعة مولود معمري ونظموا مسيرة أخرى من كلية حسناوة إلى مقر الولاية للتنديد بغياب الأمن داخل الحرم الجامعي، وكذا للتنديد باستخدام القوة مع الطلبة.