حذرت دراسة حديثة أعدها خبراء المركز الوطني للوقاية من الأخطار الكبرى من تعرض مناطق كبيرة بالعاصمة لكارثة حقيقية، في حالة تسجيل هزة أرضية تصل شدتها إلى سبع درجات على سلم ريشتر· وأشارت الدراسة إلى أنه، في حالة تحرك الشق الأرضي الذي يقع على بعد ثمانية كيلومترات من ساحل عين البنيان بالعاصمة، فإن المئات من البنايات على مستوى مرتفعات العاصمة ستدمر عن آخرها· وخصت الدراسة مناطق مثل المنطقة الواقعة على مستوى شارع / سي امحمد يوقرة/ ببلدية الأبيار ومرتفعات بوزريعة ومنطقة عين الله ببلدية دالي إبراهيم وباب زوار شرق العاصمة وحتى مدينة سيدي عبد الله التي تقع غرب العاصمة والتي برمج لها أن تحتضن المدينةالجديدة التي يتوقع أن يقطنها حوالي نصف مليون نسمة، وذلك بسبب انجراف التربة فيها· ولم تستثن الدراسة الأحياء الراقية بحيدرة التي سيطالها الدمار في حال تسجيل مثل هذه الهزة الأرضة· وتشير الدراسة إلى أنه في حال تسجيل هزة أرضية قد تصل شدتها سبع درجات على مقياس ريشتر، فإنه من المحتمل تسجيل أكثر من 67 ألف ضحية، بالإضافة إلى آلاف الجرحى· كما ستحول مناطق واسعة بالعاصمة إلى ركام، من بينها أحياء يعود تاريخ انجازها إلى عشرينيات القرن الماضي، منها أغلب أحياء بلديات باب الوادي ومحمد بلوزداد ووادي قريش وبرج الكيفان وسيدي امحمد والجزائر الوسطى، إضافة إلى ما يعرف بوسط أغلب بلديات العاصمة التي تم انجازها في بداية العشرينات والتي لم تطلها عمليات إعادة البناء وحافظت على المنازل الكولونيالية· الدراسة تتنبأ بانهيار 100 ألف بناية بالعاصمة ومقتل 76 ألف تشير الدراسة التي تتمحور حول الأخطار السيسمولوجية والزلزالية للعاصمة إلى أنه في حال تسجيل الهزة الأرضية الخاصة بشق عين البنيان الذي اكتشفه خبراء معهد علوم وفيزياء الأرض ببوزريعة بعد زلزال سبتمبر ,1995 فإنها قد تتسبب في كارثة حقيقية، بحيث ستؤدي إلى انهيار 100 ألف بناية وقد تخلف 67 ألف ضحية، بالإضافة إلى آلاف الجرحى· والأخطر من كل هذا أن عددا من المستشفيات ستنهار بدورها بسب قدمها، كما هي الشأن بالنسبة إلى مستشفيات: مصطفى باشا الجامعي الذي تضررت أجزاء منه في زلزال 23 ماي 2003 وكذا مستشفى بني مسوس، ما سيخلف أزمة كبيرة وتعطل في الإسعاف، بالإضافة إلى تهديد عدد من البنايات الحيوية بالانهيار منها مقرات رسمية موزعة عبر عدد من بلديات وسط العاصمة، كما ستعرف عدد من الجسور بالعاصمة نفس المصير، وستنهار عن أخرها، في حالة تسجيل مثل هذا الزلزال، وكل هذا الخراب قد يخلف خسائر اقتصادية تفوق 200 مليار دولار بحسب الدراسة· احذروا البناء في مرتفعات شارع بوقرة ووادي حيدرة حذرت الدراسة الحديثة من إنجاز مشاريع سكنية والبناء ببعض المناطق التي تعرف انجرافا للتربة، ونصحت بالبناء وفق الأنظمة المضادة للزلازل بهذه المناطق وتفادي إنجاز عمارات وناطحات سحاب بها· كما هي الشأن بالنسبة إلى منطقة باب الزوار شرق العاصمة التي ستتحول لاحقا إلى قطب مالي وإداري مهم· وتوعز الدراسة هذا الطرح إلى تعرض مناطق واسعة لانجراف للتربة، وإلى أن الأرض لم تتشكل بعد بهذه المناطق، بدليل أن بوادر الانجراف بدأت تظهر للعيان، كما هي الشأن بالنسبة إلى التصدعات الخطيرة التي بدأت تظهر على مستوى غابة فالكون بالأبيار وانشقاق طرق بوقرة بالأبيار وظهور تصدعات ببنايات وفيلات ضخمة بحي عين الله بدالي إبراهيم ووادي حيدرة · ونصحت الدراسة بوقف انجاز مدينة سيدي عبد الله التي سيقطنها نصف مليون نسمة في حالة إتمام الأشغال بها، كون أن البنايات تنجز فوق أرض متحركة · مصطفى مغراوي باحث في معهد علم فيزياء الأرض بسترازبورغ: الخطر قائم لكن الزلازل في الجزائر معتدلة وعلينا حسن البناء اعتبر الخبير في علم فيزياء الأرض بمعهد فيزياء الأرض بسترازبورغ مصطفى مغراوي أن الزلازل في الجزائر معتدلة وليست بالحدة التي يعرفها عدد من الدول الأسيوية الواقعة على محور الحزام الناري بالمحيط الهادي، لكنه يجب اتخذا التدابير اللازمة والاحتياطات لتفادي تسجيل خسائر في الأرواح، لأن /الزلازل لا تقتل وإنما يد الإنسان هي التي تقتل/· ودعا الخبير مغراوي إلى تحسين نمط البناء وهي الإجراءات التي تم اتخذها عقب زلزال مدينة الشلف، لكنتها ليست بالكافية يضيف الأستاذ مغراوي· ودعا صاحب نظرية تصادم الطبقات التكتونية لدول شمال إفريقيا مصطفى مغراوي إلى الأخذ بعين الاعتبار مقترحات علماء البناء في الجزائر لتفادي الخسائر في الأرواح والممتلكات العمومية، مع ضرورة التحلي بالتربية الزلزالية· وفيما يخص توقع حدوث زلازل قوية ومدمرة في الجزائر، أكد محدثنا أن الزلازل في الجزائر معتدلة ولا يمكنها تجاوز سبع درجات على مقياس ريشتر، والزلازل الخفيفة التي تجل من حين لأخر، بإمكانها أن تمتص كمية الطاقة الكبيرة المخزنة التي من شأنها ان تتسبب في تجيل هزات أرضة قوية·