ظهر القيادي في تنظيم القاعدة، أبو يحيى الليبي، في تسجيل مصور، نشر على شبكة الأنترنيت، أول أمس، ولكن هذه المرة ليس للحديث عن شأن الجماعات المسلحة في العراق أو في أفغانستان، بل لإهانة الشعب الجزائري في أعز ما يملك··· سوى الإرهابي، أبو يحيى الليبي، بين شهداء الثورة التحريرية وإرهابيي تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، عندما قال في تسجيل حمل عنوان ''الجزائريون، تضحيات الآباء ووفاء الأبناء''، إن المجاهدين بالأمس قاتلوا الإستعمار، وأبناءهم اليوم ويقصد (إرهابيي الجماعة السلفية) يقاتلون عملاء الإستعمار''· يبدو أن تنظيم، أسامة بن لادن، لا يتوانى عن بذل كل ما يسيء للشعب الجزائري، بعد كل التنكيل والتقتيل الذي عاناه على يد الظلاميين، إذ وبالنظر إلى مضمون التسجيل، يطرح هذا الأخير صورا عن جرائم الإستعمار الفرنسي والإضطهاد الذي مارسه الجيش الإستعماري على الشعب الجزائري، ما يوحي أن أبو يحيى الليبي، حاول دغدغة مشاعر الجزائريين بالثناء على الثورة وتضحيات الشهداء والمجاهدين في سبيل الإستقلال، لما للتاريخ البطولي الثوري من مكانة في الوجدان الوطني، غير أن الإرهابي، أبو يحيى، المعروف بحقده على الجزائر والجزائريين، يبدو أنه يجهل حتى عدد شهداء الوطن، فعوض أن يذكر رقم مليون ونصف شهيد، قال بلد المليون شهيد!؟ ولكي يمنح ''شرعية '' لمجازر تنظيم الجماعة السلفية وجرائمها في الجزائر، حاول الربط بين الماضي الجهادي للجزائريات والجزائريين، ونشاط جماعة، عبد المالك درودكال، بوصفهم ''الخلف'' لمجاهدي الثورة التحريرية· عندما يقول ''ليمتزج دم التضحية، اليوم، بدم الأمس''· وبغض النظر عن المقاصد وراء هذا الربط، يفهم من وراء الرسالة المصورة، أن تنظيم بن لادن، يسعى إلى تدعيم إمارة عبد المالك درودكال على الجماعة، وهو الذي يعيش حالة تضعضع في سلطته على الجماعة، حيث حث، أبو يحيى، إرهابيي الجماعة على الوقوف وراء أبو مصعب عبد الودود· بتوجيهه ''تحية '' خاصة إلى درودكال، يظهر الغرض منها بجلاء، من وراء الإطناب في عبارات الثناء على الإرهابي ''الزعيم''! أمر لافت في التسجيل المصور الذي لا يظهر أي تاريخ تم فيه التصوير، هو نداء التحريض الذي يوجهه أبو يحيى الليبي إلى شباب الدول المغاربية ''المغرب، تونس، ليبيا، موريتانيا''، ويضيف إلى القائمة دول الساحل، كالنيجر ومالي، يحثهم على الإنضمام إلى تنظيم ما يسمى بقاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي، فيما يحاول القيادي في تنظيم القاعدة إعطاء الإنطباع بأن التنظيم قائم بالفعل، وله أتباع في الدول المغاربية الخمس· ولعل الخطاب الذي يهين فيه أبو يحيى الليبي الشعب الجزائري وثورته، يحسب على الضغينة التي يحملها هذا الإرهابي ضد الجزائر، والمثير للإنتباه إذا ما ركز المشاهد للشريط المصور ظهور صليب بشكل جلي وواضح في خلفية الصورة، مما لا يدع مجالا للشك أن قوى صليبية معادية للجزائر وشعبها، تستغل التنظيم كغطاء لبث اللاستقرار وزعزعة أمنها·