تنوعت الأصوات الفنية التي نشطت السهرتين الثالثة والرابعة من مهرجان ''جميلة'' العربي في طبعته السابعة· وبينما كانت جل التوقيعات محلية وتنوعت بين السطايفي والراي، فرقة العاشقين من فلسطين كانت الضيف الذي حل عزيزا ونزل كبيرا وأفرادها يبدعون في تقديم برنامجهم الغنائي، الحال الذي لم يختلف كثيرا عن القادم من ليبيا الشاب جيلاني الذي غنى فأبدع، ليفتتح السهرة الرابعة التي اختتمها الشاب خلاص الذي انتظره الجمهور إلى ساعة متأخرة من الليل··· أطل جيلاني على ركح المسرح تحت تصفيق الجمهور، فرد التحية بأجمل ما غنى سواء من النغمة الليبية أو الشرقية، وعلى امتداد ما يقارب ساعة من الزمن أدى ما اشتهر به وصنع نجوميته في الساحة العربية انطلاقا من ''حبك أنا''، ''طبعا طبعا أغاربو ولا برضى يا عيوني''، ''وحشني حبيبي''، ''لو تقدر تنساني أنساني''، ''أية دمعة حزن لا''، ''يامة يا غالية''، ''خنوق بنت المحاميد''، ''يا للاني''، وختاما بأغنيته المشهورة ''وعيوني سهار''، وقد كانت جميع الوصلات في ظاهرها أنغام وإيقاعات راقصة تعبّر عن الفرح والأجواء الاحتفالية التي أرقصت الجميع على وقعها، إلا أن باطنها ورمزيتها كانت تحيل إلى أحاسيس بالألم على فقدان وفراق، فكانت الكلمات والآهات تنزف حزنا وتتوق شوقا إلى لمّ الشمل والعودة إلى الأهل والديار· وابن ليبيا يتغنى بالحب والمعشوقة والهجر واللوم والعتاب، وكلها كانت رثاء لوطن تتلاطمه تجاذبات أطياف سياسية داخليا وخارجيا· من جهتها، نجحت فرقة العاشقين من فلسطين الجريحة في إيصال مختلف الرسائل التي حملها عرضها الذي تطرق فيه أعضاءها إلى معاناة الفلسطينيين وصراعهم المستمر في وجه المحتل الغاشم، ومن بين العناوين التي حملتها العروض ''اشهد ياعالم علينا وعابيروت''، ''قول لداري''، ''قيدي يا نار الثورة''··· وغيرها من العروض التي تفاعل معها الجمهور الأخير أعجب كثيرا بلباس عناصر الفرقة أو رقصاتهم التي كانت ترمز لثقافة شعب رفض الاندثار بالرغم من جبروت الاستدمار· وعلى صعيد الأصوات المحلية، عرفت كل من الليلتين حضور العديد من الأسماء الفنية الجزائرية تقدمهم النجم كادير الجابوني الذي أطل على جمهوره في ثالث حضور له بالمهرجان، وفي جعبته العديد من الأغاني التي حفظها عشاقه عن ظهر قلب من شاكلة ''لابريقاد والسونترال''، ''غير انت'' وغيرها من العناوين التي ارتبط اسمها بالجابوني الذي غادر قبل أن يكمل برنامجه بعد حدوث مناوشات وسط الجمهور· وبعيدا عن الأغنية الرايوية، أمتع الشاب خلاص أبناء سطيف وهو يؤدي مختلف الطبوع الغنائية من عاطفية، كتلك التي تغنى بها حسني ورياضية ''الشبكة ياللجيري'' بمعية الأغنية السطايفية التي رقص الجمهور على إيقاعها، الريتم الذي واصل في العزف عليه صاحب الصوت الشجي بكاكشي الخير وكمال العلمي اللذان استقبلهما أبناء مدينتهما بالورود قبل أن يغادر الجميع والساعة كانت تشير إلى الثانية والنصف صباحا·