تتواصل فعاليات الطبعة السابعة من مهرجان ''جميلة'' العربي، وفي السهرة الخامسة ألوان الشموع التي أضاءت ركح كويكول، كانت من صنع مغاربي تنوع بين جزائري في طابع السطايفي والراي والأندلسي ومغربي أمازيغي· نجحت إلى حد بعيد فرقة ''دادان'' التي تزور الجزائر لأول مرة في التعريف به وإرقاص الجمهور على إيقاعه الخفيف··· الليلة الخامسة، وعلى عكس باقي السهرات، ميزها الريتم السريع، حيث أن المقاعد التي خصصت للجمهور لم يجلس عليها أحد لأن شباب سطيف وعائلاتها قضوا السهرة واقفين وهم يستمعون للقادمين من المغرب أعضاء فرقة ''دادان'' الذين أبدعوا على مدار ساعة من الزمن في تقديم مجموعة من الأغاني التراثية المغربية على إيقاع القرقابو والبندير وواكبوها برقصات صعب على الشباب تقليدها، لكنهم تفاعلوا معها وصفقوا لها طويلا قبل أن يأخذوا قسطا من الراحة، وبنت الباهية وهران نادية بن نبي تعتلي الركح، وقد نجحت إلى حد بعيد وهي تقدم أجمل ما جادت به حنجرتها الذهبية التي ارتبطت بكل ما هو أصيل ويتغنى بعاصمة الغرب، ومن بين العناوين التي أدتها كانت ''وينكم يا ولاد بلادي وينكم''، ''وهران يا عز احبابي وصبايا'' و''شهلة لعيون'' قبل أن تختار رائعة أحمد وهبي ''وهرن وهرن رحتي اخسارة'' لتوديع الجمهور الذي تلتقي به للمرة الأولى· وبقدر ما كانت نادية هادئة بقدر ما كانت كلماتها جد معبرة، وهي التي دعت فيها إلى التعلق بالوطن وضرورة لمّ الشمل، لأن الزمن لا يرحم· بعد بن بني حل القادم من فرنسا حبيب يونس الذي حمل على عاتقه مهمة تذكير الجمهور بروائع فقيد الساحة الغنائية السطايفية الشاب عزيز الذي اغتالته أيادي الغدر وهو في أوج عطائه، ومن بين العناوين التي قدمها نذكر ''عينيك املاح·· لالة نوارة·· الهوى ودرار·· ''··· وغيرها· بعد ذلك أحيل الخط للشاب سلطان الذي لم يختلف عن سابقيه في تنشيط السهرة وصنع الفرجة، وأدى ما اشتهر به في السنوات الأخيرة قبل أن يفسح المجال لصاحب أغنية ''زوالي وافحل''· سليم الشاوي، هذا الأخير تخلى عن جميع البروتوكولات وشرع في تقديم برنامجه الفني بكل تلقائية، وقد ساعده على ذلك تفاعل الجمهور الحاضر، خاصة وهو يؤدي أغنيته الشهيرة ''زوالي وافحل'' التي ختم بها طلعته الثالثة على ركح المنطقة الأثرية ''جميلة''·