قبل شهر من انطلاقه الرسمي، بعد 26 سنة من الانتظار، أعلنت مؤسسة مترو الجزائر والشركة الفرنسية ''آر·أتي·بي- الجزائر'' التي حازت استغلاله، عن سعر تذكرة ركوب الميترو المحددة ب 50 دج· ------------------------------------------------------------------------ وكان ينتظر من الشركتين المالكة والمسيرة أن تعمد إلى ندوة صحفية للإعلان عن هذه التسعيرة والأسس التي اعتمدت لتحديدها، خاصة وأنه شاعت في الأول أنه تم اعتماد تسعيرة 30 دج للرحلة· كما لم تجب عن أسئلة أخرى تتعلق ب ''هل هي تسعيرة نهائية أم ظرفية مرتبطة بانطلاقة الميترو فقط، وقابلة للمراجعة فيما بعد؟ كل ذلك لم يحدث وآثرت الشركتان الاكتفاء ببيان مشترك أعلنت فيه التسعيرة، مركزة على ما تراه ''مزايا'' في حالة اختيار الزبون لاشتراك شهري أو أسبوعي· وبعيدا عن سؤال ما إذا كانت هذه التسعيرة موافقة للخدمة أم أقل أو أكثر، فإن العديد من المواطنين تفاجأوا لهذه التسعيرة، ليس فقط بالنظر إلى القدرة الشرائية، وإنما أيضا بالنظر إلى أن الخط الأول لميترو الجزائر الذي حددت له تسعيرة 50 دج للرحلة لا يتعدى مساره 5,9 كيلومترات عبر 10 محطات، من حي البدر إلى البريد المركزي، وهي تسعيرة تبدو مرتفعة جدا بالنظر إلى أن التنقل عبر هذا المسار بوسائل نقل أخرى، مثل حافلات النقل الجماعي والقطار أقل بأكثر من النصف، وتنزل إلى الخمس إذا كانت المسافة المقطوعة بحافلة أقل، في حين أن سعر التذكرة في الميترو ثابت كيفما كان عدد المحطات التي يركبها المسافر، محطة واحدة أو عشر محطات· وتعول مؤسسة ميترو الجزائر وشركة ''آر·أتي·بي- الجزائر'' على صيغة الاشتراك الأسبوعي والشهري لتحفيز المسافر، بأن جعلت اشتراكا لعشر ب 400 دج، أي 40 دج للرحلة الواحدة واشتراك أسبوعي ب 540 دج ذهابا وإيابا لمدة ستة أيام، واشتراك شهري ب 1820 دج للتنقل ذهابا وإيابا في اليوم لمدة ستة (6) أيام في الأسبوع مدة شهر· ما يمنح الاشتراك الشهري عددا غير محددا من الرحلات خلال ثلاثين· يوما متتابعة· غير أن ثقافة الاشتراك الأسبوعي أو الشهري غابت عن الجزائريين منذ الثمانينات، بالنظر إلى عدم تواتر الوجهة المقصودة للجزائر، وهي تجربة حاولت مؤسسة النقل الحضري ''إيتوزا'' اللعب عليها، غير أنها لم تستقطب لها زبائن كثر· بالإضافة إلى فارق السعر، فإن مسار الخط الأول لميترو الجزائر يقع على امتداد خليج العاصمة، وهو مسار، بالإضافة إلى قصره (5,9 كيلومترات) به وسائل نقل عمومية مثل القطار ابتداء من محطة الخروبة إلى غاية بور سعيد عبر محطات حسين داي والورشات وأغا، بالإضافة إلى حافلات النقل العمومي (القطاع الخاص ومؤسسة إيتوزا)، بالإضافة إلى النقل الجامعي، الأمر الذي يجعل تنافسية الخط في محطتيه النهائيتين (حي البدر والبريد المركزي)· وتعول مؤسسة ميترو الجزائر و''آر·أتي·بي- الجزائر'' على نجاعة هذه الوسيلة في كونها لن تتأثر بالازدحام· غير أن هذه النجاعة لن يكون لها أثر كبير، لأن مسارها خارج أوقات العمل في الصباح والمساء، لا يعرف ازدحاما بالنسبة إلى المركبات· ويذهب خبراء في النقل إلى أن الميترو سيستقطب في بدايته عددا كبيرا من المسافرين، بالنظر إلى الهوس بهذه الوسيلة الذي تربى عبر 26 سنة من الانتظار، ومن شأن هذه الوسيلة في بدايتها أن تدفع بالجزائري إلى التخلي عن مركبته في بدايات الميترو، وهو ما سيفك الخناق على حركة المرور ويعطي أولوية للحافلات مرة أخرى بالنظر إلى تنافسيتها في السعر، الأمر الذي يدفع ميترو الجزائر والشركة المستغلة إلى مراجعة أسعارها· بالمقابل يتوقع عدد من الناقلين الخواص أنه سيتم التوجه إلى رفع أسعار التذاكر، على الأقل على مسار حي البدر-البريد المركزي، مدفوعين إلى ذلك بالسعر الذي حدد لتذكرة الميترو·