أقدم المئات من سكان قريتي أيت أعريف وإيزارودان، أول أمس، على حرق مقر بلدية تيرميتين الواقعة بحوالي 20 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، وتخريب كل المبنى وإلحاق خسائر مادية جد معتبرة بالمبنى، على غرار كسر كل الأبواب والنوافذ والمرايا، وحرق العديد من وثائق البلدية· وأسفرت هذه الاحتجاجات كذلك عن توقيف 17 شخصا من طرف مصالح الأمن بتهمة تخريب مؤسسة إدارية· وحسب ما أكده المحتجون فإن المكان الرئيسي الذي يتوجب انجاز الثانوية فيه هو المكان المسمى ''تيبلاكين''، كونه القريب إلى كل قرى البلدية ولا يتطلب من التلاميذ قطع مسافات طويلة· وأشار المحتجون إلى أن سكان الناحية الجنوبية للبلدية يصرون على إنجاز هذا المشروع في منطقتهم، وهو القرار الذي اعتبره سكان قريتي أيت أعريف وإيزارودان بغير الشرعي وغير العادل، كون الأمر يزيد من معاناة التلاميذ لأن المسافة بعيدة جدا، لا سيما قرية إيزارودان التي يتحتم على تلاميذها التنقل إلى قرية أزمور أمريم مرورا بمدينة ذراع بن خدة، ما يكلفهم تضييعا الوقت ونفقات مالية كثيرة، واحتجاجا على هذا الأمر، قام سكان القريتين المذكورتين طيلة أول أمس، بغلق الطريق الوطني رقم 25 الرابط بين ذراع بن خدة وذراع الميزان، وكذا الطريق الولائي رقم 128 الرابط بين بلدية بوغني وذراع بن خدة، وشل تام لحركة المرور في هذا الطريق الحيوي ،الذي يربط ولاية تيزي وزو بولايات الغرب والجنوب الجزائري، حيث تدخل أعوان مكافحة الشغب لتفريق المحتجين وفتح الطريق، الوضع الذي خلف تذمرا واستياء كبيرين في نفوس المتظاهرين، الذين دخلوا في مشادات مع مصالح الأمن برشقهم بالأحجار، وفي الوقت الذي كان هؤلاء المحتجون في مشادات مع مصالح الأمن، أقدم المئات من سكان القريتين المذكورتين بحرق مقر بلدية تيرميتين وتخريب المبنى، لتقوم مصالح الأمن بتوفيق 17 شخصا من هؤلاء المتظاهرين ووضعهم رهن الحبس الاحتياطي ريثما تتم محاكمتهم· وقد اعتصم كذلك المئات من سكان القريتين طيلة أمس أمام مقر المحكمة بمدينة تيزي وزو، للمطالبة بالإفراج عن الموقوفين، وهددوا بالتصعيد من وتيرة الاحتجاج في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم· هذا، وقد دعا المحتجون والي الولاية، حسين معزوز، إلى إيفاد لجنة تحقيق ولائية لمعاينة المكان الرئيسي والقانوني الذي سيتم فيه تشييد مشروع هذه الثانوية والذي يخدم مصالح كل قرى البلدية بدون استثناء، خصوصا وأن تلاميذ القريتين يزاولون دراستهم في الطور الثانوي بمدينة ذراع بن خدة، حيث يقطعون مسافات طويلة وينفقون أموالا كثيرة في النقل والإطعام، ناهيك عن نقص النقل والإرهاق الذي يعانون منه·