يثبت الشرع الإسلامي أن هناك اختلافاً كبيراً بين من يولد صارخاً متحركاً وبين من لم يستهل صارخاً، فحركة أو صراخ الجنين لدى خروجه من رحم أمه تحفظ له حقوقاً استوجبت له بحكم التشريعات وأن لم يتحرك أو يصرخ فانه لا يتمتع بهذه الحقوق الإنسانية والشرعية· ويكون ذلك دلالة على معنى يناط بهذه الحقوق، وأن تمتع أو عدم تمتع الوليد بهذه الحقوق نتيجة لحالته عند لحظة الميلاد يحدد لنا أن هناك فرقاً كبيراً بين من يخرج من بطن أمه مجرد جسد فقط وبين من يفارق الحياة بعد ميلاده حتى وأن كان الفارق هو لحظة الصراخ فقط، وندرك ان الروح (الشق الأول في الإنسان) تنفخ في الجنين في الشهر الرابع بناء على النصوص الدينية الواردة في أحاديث خاتم الأنبياء (محمد صلى الله عليه وسلم) حيث قال (قوله صلى الله عليه وسلم أن الروح تنفخ في الجنين عند انقضاء الأربعين الثالثة من بداية تخلقه في الرحم والأربعين الثالثة تعني مائة وعشرين يوم من أيام الحمل)· أما الجسد فانه يتكون عند بداية الحمل ويعتبر الشق المادي المنظور للإنسان وهناك الشق الثالث وهو النفس البشرية والتي يمكن إدراك وجودها من خلال حصول الجنين عند الوفاة لهذه الحقوق من عدمها ويكون وجوب صلاة الميت على من استهل صارخاً حيث أن صلاة الميت وجبت على من به نفس وقد قال تعالى (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون)· وجوب الغسل للميت وهو من استهل صارخاً ثم مات حيث أن الغسل طهارة للنفس ويوضح لنا عدم غسل الشهيد بان نفسه لم تذق الموت وقد قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) كذلك يستوجب له الحق في اسم ينادى به يوم القيامة لمحاسبة نفسه وأن لم يستهل صارخاً فانه لا يستحق أن يمنح اسماً إنسانيا يعرف به، كما أن تلك الصرخة الأولي تمنح ذاك المولود حق الميراث، إذ أن الميراث حق مادي من شهوات النفس البشرية، بينما لا يمنح هذا الحق لمن لم يستهل صارخاً· إذن، فإن النتيجة أن هناك فارقاً كبيراً بين مجرد خروج الجسد من الرحم، وبين أن يولد هذا الجسد صارخاً متنفساً، بمعنى اننا على يقين بان النفس التي تمنح الحقوق الإنسانية والشرعية والقانونية قد دخلت الجسد البشري عند الولادة ومع الشهقة الأولى التي بدونها ليس أمامنا سوى كائن متكون من جسد وروح فقط وبدون نفس حقيقية ومستحقة· وبالتالي فالروح تدخل جسم الإنسان في زمن معلوم بناء على النص النقلي، فهل نستنبط من تلك الأحكام أن التكامل يتم بدخول النفس البشرية بالتنفس، أو أن التنفس تعبير عن دخولها· الحقيقة أن انتهاج الشرع لهذا المنهج في التفريق بين من يولد ولا يتنفس، وبين من يولد ويتنفس يؤكد فرضيات ثلاث وهي: 1/ أن الإنسان لا يمتلك تلك الحقوق من خلال نفخ الروح فيه فقط · 2/ أن الإنسان لا يعد كذلك إلا بالتنفس الأول وإلا لما سقطت عنه تلك الحقوق· 3/ أن الشهقة الأولى، وإن كانت محدودة العددو لها من التأثير في مسألة الحكم على الإنسان ما لها· و من خلال هذه الأهمية نستنتج العلاقة بين وقت دخول النفس، ومفهوم تكون النفس البشرية· ------------------------------------------------------------------------ أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل دواؤك في غذائك تداووا بالقرآن تداووا بالقرآن : فلا شك ولا ريب أنَّ العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى هو علاجٌ نافعٌ وشفاءٌ تامٌ ''قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ'' (فصلت: 44)، ''وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ'' (الإسراء: 82) ومن هنا لبيان الجنس، فإِنَّ القرآن كله شفاءٌ كما في الآية المتقدمة ''يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ'' (يونس: 57)· فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كلُّ أحدٍ يُوهَّل ولا يُوفَّق للاستشفاء بالقرآن، وإِذا أحسن العليل التَّداوي به وعالج به مرضهُ بصدقٍ وإِيمانٍ، وقبولٍ تامٍ، واعتقاد جازمٍ، واستيفاء شروطه، لم يُقاومه الداءُ أبداً· وكيف تُقاوم الأدواء كلام ربِّ الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرضٍ من أمراض القلوب والأبدان إِلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهماً لكتابه· والله عزَّ وجلَّ قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والأبدان، وطبَّ القلوب والأبدان· ''قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ'' بسمِ الله الرحمن الرحيمِ ''قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ'' بسمِ الله الرحمن الرحيمِ ''قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ'' بسمِ الله الرحمن الرحيمِ ''قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاس * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ''؛ وبعد قراءة ما ذُكر في الماء يشرب منه ثلاث مراتٍ ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الدَّاء إِن شاء الله تعالى وإِن دعت الحاجة إِلى إِعادة ذلك مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول المرض· ------------------------------------------------------------------------ لمن كان له قلب الإنسان مزيج من خفة الروح وثقل الجسد الإنسان روح وجسد، مزيج من خفة الروح وثقل الجسد، وتلك طبيعة الإنسان وفطرته، لا يستطيع الثبات على حال واحدة، فهو بين الجد واللعب، الحركة والسكون، النشاط والكسل، ومن ثم نرى حكمة الخالق في تشريعه، حيث أباح اللهو المشروع، لأنه تعالى هو أعلم بمن خلق.. مخلوق ضعيف، يكل من العمل ويتعب، فيحتاج إلى الراحة بعد التعب، وإلى الترفيه واللعب المباح بعد المعاناة والجد والاجتهاد والمجاهدة.. ثمة مواسم ترتبط باللهو والمرح، منها الأفراح والذكريات الأسرية، والأعياد الوطنية والدينية، والمناسبات الثقافية والرياضية، والشباب طاقة حيوية متوثبة، تبحث باستمرار عن مجالات تنفيسها أو بالأحرى عن مكان وزمان ملائمين لتفجيرها. ويشكل الصيف الإطار الزماني والمكاني لهذا التفجير، ينطلق معه الناس نحو المتعة واللهو واللعب، يمكن أن تكون العطلة الصيفية نعمة ونقمة: نعمة إذا أحسنا استخدامها في تنمية مواهب أطفالنا، وكان لدينا الحس بالمسؤولية لتربيتهم السليمة؛ ونقمة إذا تنصلنا من هذه المسؤولية وتركناهم فريسة الملل والكسل··