أكد وزير الخارجية مراد مدلسي، أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، سيزور الجزائر خلال الأيام القليلة القادمة، أي قبل نهاية العام الجاري، وهو الأمر الذي أشرنا إليه في أعدادنا السابق· وقال مدلسي، أمس، أمام لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني الفرنسي ''أؤكد أن مصطفى عبد الجليل سيحل في الجزائر قبل نهاية ديسمبر الجاري''، مضيفا إن ''الاتصالات مع المجلس الانتقالي الليبي جد مشجعة، وليس لدينا خيارات أخرى سوى العمل المشترك''· وكان منتظرا أن تقتصر زيارة القيادة الليبية للجزائر على رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب، غير أن تطور الأحداث في ليبيا والمنحى الذي أخذته، من خلال انتشار الأسلحة وعدم استقرار الأوضاع السياسية وبسط مجموعات مسلحة لسيطرتها على مناطق في ليبيا، بدأت تلقي بظلالها حتى على العلاقات مع تونس، دفعت بمصطفى عبد الجليل إلى الاقتناع فعلا بالدور الذي يمكن أن تعلبه الجزائر في حل الأزمة في ليبيا، بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة والاستراتيجيات الغربية وبعض الدول العربية البعيدة تماما عن مسرح الأحداث في العالم العربي· وقد ينتقل رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب رفقة مصطفى عبد الجليل في زيارته للجزائر، وسيلتقي خلالها الكيب بنظيره الوزير الأول أحمد أويحيى ومسؤولين آخرين، من بينهم وزير الخارجية والطاقة والمناجم ورئيسا غرفتي البرلمان· وقال مصدر مسؤول ل ''الجزائر نيوز''، إن الزيارة ستعقبها زيارة مماثلة لوزير الخارجية الليبي عاشور بن خيا يتفق خلالها على جملة من الاتفاقيات تتعلق بالأمن والجانب التجاري وحل المشاكل العالقة وإذابة الجليد في العلاقات المتباينة بين الطرفين· وتأتي الزيارة المرتقبة لمصطفى بعد الجليل، إثر اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالدوحة، على هامش قمة الدوحة لمنتدى الدول المصدرة للغاز منتصف الشهر الحالي، تقرر فيه تبادل الزيارات بين البلدين· وتصر بعض الأطراف السياسية المتطرفة بليبيا على استعادة المطلوبين للعدالة من عائلة القذافي المتواجدين بالجزائر، وهي ذات الأطراف التي تسعى إلى إعداد قوائم بأسماء المطلوبين المتواجدين بكل من الجزائروتونس ودول إفريقية فروا إليها، خلال العصيان ضد النظام السابق، ويتعلق الأمر بعائشة القذافي وعقيلته صفية وولديه محمد وهنبعل·