تسرّب من داخل الجلسة المغلقة لدورة اللجنة المركزية للأفلان، أن المناضلين أصبحوا يعيرون اهتمامهم البالغ للأسماء والشخصيات التي أصبحت تنفض من حول أمينها العام عبد العزيز بلخادم، أكثر من اهتمامها بجدول أعمال الدورة رغم مناقشته لمستقبل واستراتيجية الحزب في الاستحقاقات القادمة· أثار عدم حضور بوعلام بن حمودة، الأمين العام السابق للجبهة وكبير لجنة عقلاء الحزب دورة اللجنة المركزية، انتباه جميع الحضور في الدورة، ''وما زاد في تأجيج الانتباه هو عدم تبرير القيادة لهذا الغياب اللافت، مما فتح مجال التأويلات واسعا، عما إذا كان الرجل النادر من حيث النضال والمصداقية قد تخلى هو الآخر عن بلخادم وتبع الأسماء الثقيلة التي آثرت هجره، إما إلى التقويمية وإما إلى موقع محايد''، يقول مصدر من اللجنة المركزية· ويأتي غياب بن حمودة في الجبهة ليعمّق من جراح بلخادم بشكل حاد، بعدما استقال بلعيد عبد العزيز الأمين العام السابق لإتحاد الشبيبة الجزائرية علنا، وتبعه سعيد بوحجة بخروجه عن صمته منذ المؤتمر التاسع بتصريحاته المتضمنة استياءه من الانقسام، وهو الذي كان يسعى بعيدا عن الأضواء لدى بلخادم لحمله على رأب الصدع مع الخصوم· ليس هذا فحسب، بل تزيد المصادر أن مقاطعة أسماء مثل عبد القادر حجار وحساني يحيى وعبد القادر بونكراف ونائب رئيس مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة دون احتساب المجاهدين وكبار المناضلين المنضوين إما في التقويمية وإما ''الحياد المعارض''، تعزل أكثر عبد العزيز بلخادم وتقيم الحجة على من بقي معه وحوّله من قضية إنقاذ الحزب· إلى ذلك، تسرب أيضا أن الحزب سيقوم في الأيام القليلة القادمة بإعلان تعديل هام في قانونه الأساسي، وهو حذف شرط سنوات النضال العشر في الحزب من أجل الترشح لمناصب عالية، تحسبا للانتخابات التشريعية وفتح المجال أمام الشباب والمرأة، ليكونا ضمن قوائم الجبهة''· وفسّرت المصادر هذا ''الانقلاب'' على مواثيق الحزب بالأزمة الخانقة للجبهة في قضية إيجاد نساء يملأن القوائم الانتخابية·