يحل وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي في الحكومة المغربية الجديدة سعد الدين العثماني بالجزائر يوم الاثنين المقبل في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها وزير الخارجية مراد مدلسي، ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حسبما تضمنه بيان صادر عن الخارجية المغربية أمس. وتعد زيارة العثماني المرفوق بوفد مغربي رفيع المستوى إشارة مهمة لآفاق تطور العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، باعتبارها أول زيارة خارجية للوزير، بعد زيارة المجاملة لحضور مراسيم احتفال تونس بمرور عام عن سقوط نظام بن علي، منذ تعيينه على رأس الديبلوماسية المغربية، إثر الانتخابات الأخيرة التي ضمنت لحزب العدالة والتنمية -ذي التوجه الإسلامي- قيادة الحكومة الائتلافية. وحسب بيان الخارجية المغربية، فإن زيارة العثماني للجزائر ''تندرج في إطار توطيد مسلسل اللقاءات والمشاورات التي بدأها البلدان من أجل الدفع بعلاقاتهما إلى مستوى طموحات الشعبين المغربي والجزائري''.و ان مباحثات الوفدين ستتمحور حول سبل ''توطيد علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين الجارين خدمة للمصالح المشتركة وتعميق الحوار حول القضايا المرتبطة بمسلسل تطوير عمل وآليات اتحاد المغرب العربي من أجل الدفع به إلى ما يطمح إليه قادة وشعوب المنطقة''. وكانت مصادر ذات صلة تحدثت عن انفراج في العلاقات المغربية - الجزائرية على ضوء مساع حميدة وساطات بين الطرفين من جهات عربية خليجية ستقود خلال الأيام القليلة القريبة إلى تطبيع كامل للعلاقات وإلى فتح الحدود البرية بين البلدين، حسب ذات المصادر التي توقعت تطوراً ملموسا في العلاقات بين الرباطوالجزائر في ظل حكومة الائتلاف الحالية، سيما عقب التعديلات الدستورية الأخيرة التي أضحت تمنح الوزير الأول بعضاً من الصلاحيات التي ظل يتمتع بها الملك في صياغة العلاقات الخارجية. يذكر أن المغرب كان قد فرض تأشيرة دخول على الجزائريين بشكل أحادي في أوت من عام ,1994 مما دفع الجزائر إلى إغلاق الحدود البرية من جهتها. ورغم اللقاءات المتعددة بين مسؤولين جزائريين ومغاربة فإن الوصول إلى اتفاقية لفتح الحدود -كما يبدو- لا يزال بعيداً، سيما وأن هذا الإجراء -حسب المسؤولين الجزائريين- يتطلب تنسيقاً أمنياً كافياً لمواجهة الأخطار الناجمة عن التجارة غير المشروعة، سيما تجارة المخدرات.