أنيس بن طيب، كاتب شاب من مواليد 24 جانفي ,1995 ينحدر من بلدية ماكودة ويزاول دراسته في السنة الأولى بثانوية فاطمة نسومر بمدنية تيزي وزو، أحب مادة التاريخ، سكنه هاجس الكشف عن الحقيقية التاريخية، فقرر أن يدخل عالم الكتابة رغم صغر سنه، وأصدر كتابا تحت عنوان ''مقتطفات من تاريخ بلاد الأمازيغ''، وكان معه هذا الحوار الذي يكشف فيه عن أهدافه من تأليفه لهذا الكتاب والمشاكل التي واجهها، وغيرها من الأمور· كيف جاءتك فكرة تأليف كتاب تاريخي؟ الفكرة راودتني عندما كنت أدرس في الصف الثالث بمتوسطة أحمد شافعي بماكودة، ويومها بدأت تأليف هذا الكتاب رغبة في أن يبقى كذكرى لمتوسطتي التي قدمت لي الكثير، لكن ولسوء الحظ لم يتحقق حلمي في ذلك الوقت، بسبب جشع دور النشر مما حال دون تحقيق حلمي، وبتاريخ 24 جانفي 2011 إنتهيت من إعداد هذا الكتاب ومرت الأيام حتى نشرته مؤخرا· كما جاء ذلك خصوصا لحبي وولعي الكبيرين بالتاريخ· لماذا اختيار موضوع تاريخي حول بلاد الأمازيغ؟ اختياري لهذا الموضوع التاريخي حول بلاد الأمازيغ جاء بهدف التأكيد على الأصول الأمازيغية للجزائر والتصدي للذين يصفوننا بأصحاب النزعة البربرية، وهذا تأكيد على وطنيتي وحبي الكبير لبلاد الأمازيغ، فلا بد أن نعترف بأن تاريخ الجزائر مزيف بنسبة فاقت المعقول، والسبب هو اعتمادنا على المراجع الأجنبية دون التفكير في كتابة تاريخنا الحقيقي العظيم، كما أريد أيضا التصدي للذين يشوهون التاريخ، ومن المؤسف أن نقف ونرى نبذ التلاميذ لمادة التاريخ، هذا الكتاب هو دعوة لجميع التلاميذ الجزائريين للتحلي بالروح الوطنية واحترام هذا البلد العزيز والعظيم· ودافع آخر شجعني على كتابة موضوع تاريخي هو نقص اهتمام الكتاب الجزائريين بكتابة التاريخ· كما أني أسعى إلى التعريف ببلاد الأمازيغ وبأصالته وتاريخه وشخصياته البارزة· ما هي العراقيل والمشاكل التي ولجهتها خلال إنجازك لهذا الكتاب؟ المشاكل والعراقيل التي وجهتها لا تعد ولا تحصى، أولها عدم قدرتي على اقتناء الكتب لأني أنحدر من أسرة متواضعة، أضف إلى ذلك جشع وطمع دور النشر الذين رفضوا نشر كتابي بحجة أني كاتب صغير مبتدئ وغير معروف، وأني أعاني من نقص الإمكانيات المالية، وليعلم الرأي العام أني طرقت أبواب كل المصالح المعنية والرسمية لطلب يد العون والمساعدة لكن كل الأبواب أغلقت في وجهي· ومشكل أخطر من هذا هو أن هناك دور نشر رفضت طباعة الكتاب تحت عنوان ''مقتطفات من تاريخ بلاد الأمازيغ''، كما أن دور النشر تهتم بالجانب المالي وتهمل الجانب الفكري والإبداعي والعلمي· وهناك عراقيل من بعض الأطراف التي لا تريد أن يرى كتابي النور، وتعرضت أيضا لبعض التهديدات التافهة من بضع الأطراف، ومحاولة البعض الآخر منهم تشويه صورتي أمام الملأ، وكل ذلك بهدف إفشالي، لكن كل هذه المشاكل والمضايقات زادت في عزيمتي وشجعتني أكثر على رفع التحدي ومواجهة كل الصعاب، وبعون الله حققت حلمي وأكدت لهؤلاء أني قادر على فعل المستحيل بالرغم من نقص الإمكانيات· وأريد الإشارة إلى أن مرض شقيقي سبب لي مشاكل كثيرة، وكان ذلك ضربة موجعة أثرت في نفسي كثيرا، وأغتنم الفرصة لأشكر مجموعة من الذين ساندوني ووقفوا إلى جانبي على غرار زميلي رباني نورالدين الذي قدم لي كل العون والمساعدة، وكذلك كل الطاقم التربوي العامل بمتوسطة أحمد شافعي بماكودة· وكيف توصلت إلى طبع الكتاب؟ صراحة، أعترف أني توصلت إلى طبع هذا الكتاب بفضل عون الله تعالى، فلقد قدمت لي بلدية ماكودة يد العون وساعدتني على تأليف الكتاب، وتكفل مقاولو نفس البلدية بدفع المستحقات المالية لطبعه، وأغتنم الفرصة لأقدم كل شكري لهؤلاء وكذا إلى الطاقم البشري بمتوسطة شافعي أحمد بماكودة، وكذا بثانوية فاطمة نسومر بتيزي وزو، وكل أصدقائي الذين ساندوني وشجعوني· وعدت في كتابك بمواصلة الكتابة في التاريخ وكشف حقائق تاريخية مثيرة وخفية، ما هدفك من ذلك؟ صحيح، لقد وعدت بمواصلة الكتابة في التاريخ وكشف حقائق تاريخية مثيرة وخفية، لأني لمست تزويرا في التاريخ الجزائري، وهناك تناقض كبير في التاريخ المكتوب الذي يميزه التشوه والكذب والتاريخ المنطوق على لسان المجاهدين والذين عايشوا الأحداث التاريخية، وسأحاول قدر المستطاع كتابة التاريخ الوطني الحقيقي دون تزييف ولا تزوير، لأنه لو تنطق يوما روح صناع التاريخ الجزائري أمثال كريم بلقاسم وعبان رمضان وديدوش مراد لأهانونا لأن الحقائق التاريخية أخفيت وطمست· ما هي مشاريعك المستقبلية؟ أنا بصدد، تأليف كتاب جديد تحت عنوان ''دليل تاريخ بلاد الأمازيغ'' الذي سيصدر قريبا، ولدي مشاريع فكرية وعلمية مشتركة مع تلاميذ آخرين، وهي وسيلة لتشجيعهم على دخول عالم الكتابة لنعمل معا على تسخير الإمكانيات الشبانية والفكرية من أجل إثراء المكتبة الوطنية·