تعيش البطولة الوطنية كل موسم على وقع إقالات واستقالات المدربين، إلى أي مدى يمكن القول أن الظاهرة أضرت باللعبة في بلادنا؟ أولا، علينا الاعتراف أن ظاهرة إقالة المدربين أو استقالتهم لا تقتصر فقط على الجزائر، بل أن الأمر موجود في كل بلدان العالم بما فيها تلك التي تملك تقاليد كروية عريقة، ولنا في وضعية المدرب مورينيو المثال الحي، حيث يتعرّض حاليا إلى بعض الانتقادات التي قد تعجّل برحيله عن ريال مدريد رغم القدرات التي أظهرها ومكانته في حقل التدريب على المستوى العالمي· وعودة إلى الجزائر، أقول إن الأمور تبدو لي خاصة نوعا ما، حيث أن الفريق ومسؤوليه لا يصبرون على المدرب، لأنه في كل الأحوال لا يملك خاتم سليمان، وعليه التأقلم وتسطير برنامجه ويفرض طريقة لعبه، وإذا كان هناك إشكال في المدرب الجزائري فهو يكمن في عدم اتفاقه مع الفريق على الأهداف التي يجب تحقيقها منذ البداية، الأمر الذي لا يوجد عندنا، حيث أن جل المدربين لا يتفقون مع مسؤولي الفريق على الأهداف المحددة· ويبقى عامل الوقت هو الذي يثبت كفاءة المدرب من عدمها، فأنا شخصيا ما كنت لأحقق النتائج الإيجابية مع المنتخب العسكري لو لم يمنح لي الوقت الكافي· بما تفسرون تواجد المدرب كبش فداء، ألا يتحمّل الرؤساء جزء من الإخفاق؟ لا يخفى على أحد أن الرئيس مسؤول مباشرة على الفريق، وبطبيعة الحال يلجأ الرئيس إلى إنقاذ نفسه من خلال التضحية بالمدرب، خاصة إذا تعلق الأمر بأندية كبيرة مثل شبيبة القبائل، مولودية الجزائر، إتحاد الجزائر ووفاق سطيف التي تلعب كل موسم على الألقاب والأدوار الأولى· كما أنني لا أشك في نية أي رئيس في كونه يسعى دوما أن يكون فريقه في المقدمة ويقدم مردودا مُرضيا· في ظل هذا الوضع، ألا تعتقدون أن الكرة الجزائرية هي الخاسر الأكبر؟ سواء تعلق الأمر بالإقالة أو الاستقالة، فإن برنامج المدرب في كلتا الحالتين لا يكتب له النجاح ولا يكتمل، وحتى عندما ينتقل مدرب إلى فريق آخر عليه أن يبدأ العمل من جديد وفق نظرته، وهذا الأمر يشكل حقيقة عائقا أمام تطور كرتنا ويؤثر دائما على استقرارها·