قبل يومين، نشر أحدهم على الفيسبوك صورة مثيرة، شاب على سرير النوم يحتضن حبيبته التي يغطي جزء منها بطانية، ولم تكن حبيبته تلك إلا قارورة غاز البوتان. ولا ندري إن كانت الصورة بفعل حيل الفوتوشوب أو جسدت على أرض الواقع بالفعل، وفي كل الحالات فإن قارورة الغاز في هذا الحال أكثر إثارة من فتاة فاتنة في الثامنة عشرة من عمرها. إنه الغاز الذي أصبح الحصول عليه في بعض المناطق التي تعزلها الثلوج كمثل الحصول على جرعة ماء في صحراء ممتدة الأطراف. ولم يكن الأمر في بعض المناطق وليد أزمة البرد الحالية، ففي بعض المناطق الداخلية اندلعت احتجاجات شعبية من أجل المطالبة بربط البيوت بغاز المدينة وبعض القرى تمر على ترابها الأنابيب ويضطر سكانها لقطع كيلومترات من أجل الحصول على قارورة بوتان، بل إن بعض القرى يمر عليها الأنبوب المؤدي إلى أوروبا دون أن يكون لها منه نصيب. ووصل غضب البعض - قبل موجة البرد الحالية- إلى حد التهديد بتفجير الأنابيب مما أحدث هالة من الفزع واضطر بعض السلطات إلى إغلاق الأنابيب وحرمان بعض المدن من غاز المدينة إلى أن تهدأ زوبعة الغضب. وتطور الأمر في الاتجاه المأساوي مع اشتداد موجة البرد وحالة العزلة التي أصابت بعض المناطق، وأصبحنا نسمع عن حالة قطع الطرق أمام الشاحنات المحملة بقارورات البوتان من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن منها وذلك باستعمال شتى الوسائل، وبعضهم يلجأ إلى التهديد باحتلال بعض محطات الوقود، وتصل حالة البؤس مداها مع الطوابير التي لا تكاد تنتهي أمام مخازن الغاز من أجل الظفر ولو بقارورة واحدة حيث تسود المضاربة و''الحقرة'' والقوي هو الذي''يعمر'' قبل غيره، والمهم هو الحصول على قارورة غاز مهما كانت الوسيلة.