انطلقت ''معركة الجزائر'' داخل الأحزاب السياسية من أجل تصدر المترشحين للتشريعيات قائمة العاصمة، لما يترتب عليها من امتيازات سياسية ومعنوية بعد الفوز، امتثالا للأعراف السياسية· تقول مصادر من حركة مجتمع السلم إن الوزير عمار غول سيتصدر قائمة التشريعيات التي ستدخل بها المعترك· وتبرر الحركة هذا الخيار الذي لا يبدو -إلى حد الآن- أنه يلقى معارضة أحد، بإنجازات الوزير الكبرى في قطاع الأشغال العمومية، خاصة ''على مستوى العاصمة التي تغيّر وجهها من حيث شبكات الطرقات''· وتنتظر الحركة أن يكافئ العاصميون قائمتها، على من ''فك الخناق'' عليهم كأحد أكبر الهواجس التي كانت تؤرقهم في العشرية الماضية· أما جبهة التحرير الوطني فقد قررت -حسب قاسة عيسي عضو المكتب السياسي المكلّف بالإعلام والاتصال- إرجاء معالجة قائمة العاصمة إلى غاية الانتهاء من قوائم كافة الولايات· واعتبر قاسة عيسي أن القرار يعود إلى التحديات والرهانات التي تدور حول هذه القائمة، مؤكدا أن كل ما يتردد من أنباء حول تصدر وزير ما أو شخصية ما لقائمة العاصمة ''لا يخرج عن إطار المزايدة الإعلامية والمضاربة التي لا أساس لها من الصحة''، موضحا أن قائمة العاصمة ''ستحدد في الوقت بدل الضائع الذي يحدده القانون من حيث توقيت الإيداع''، ''من أجل تفادي كل السيناريوهات التي تعرقل تحضيرنا في مناخ ملائم''، موضحا أن ''الأفلان لا يقع في أزمة نقص الكفاءات المؤهلة، بل في أزمة التخيير بين الكفاءات والمؤهلين''· وقال أيضا إن السياسة التي تنتهجها الجبهة أن تمر القوائم بمراحل ثلاثة ''التصفيف، الغربلة والقرار''· وكانت الولايات الأربعة الأولى المعنية بهذا النظام هي عين تموشنت، تمنراست، جيجل وأم البواقي· وكان عبد العزيز بلخادم قد أكد، أول أمس، في تصريح صحفي أنه لم يتم اتخاذ الموقف بعد من ترشحه أم لا للتشريعيات القادمة· أما الأرندي، فقد قالت مصادر من الداخل إن ''القرار بيد السي أحمد''، وإنه الوحيد الذي يملك اسم متصدر قائمة العاصمة· ويُعتبر متصدر قائمة الأرندي بالعاصمة ''موضوع تفكير عميق ومتأنٍ، كون المرشح بإمكانه أن يلعب أدوارا قيادية في النظام''· عند جبهة العدالة والتنمية، الأمور مرتبطة بحسابات دقيقة، فجاب الله -تقول مصادرنا- وجه رسالة ضمنية إلى مناضليه مرتين أمام الصحافة، عندما ''قال لكل حادث حديث''، وكان الموقف -أيضا- بمناسبة إمكانية ترشحه· وتقرأ مصادرنا في جبهة جاب الله أن هناك حالة من الترقب لمتصدري قوائم الأحزاب السياسية الأخرى، حتى يمكن للحزب تقديم شخصية منافسة لباقي المتصدرين من الأحزاب من المستوى ذاته، سواء كان سياسيا أو نضاليا أو ثقافيا· وقد يكون حزب العمال، مكرسا ''لمبدأ'' ترشح لويزة حنون في العاصمة التي تعتبر شعبيتها أكبر بهذه الولاية على ولاية أخرى· كما يُنتظر أن يدخل عمارة بن يونس هو الآخر المعترك من العاصمة متصدرا قائمتها باسم الحركة الشعبية الجزائرية، مثلما تورد مصادر مقربة منه· ويجمع مناضلو الأحزاب أن متصدر قائمة العاصمة أصبح، بحكم العرف السياسي، يعني مرشحا لرئاسة أهم أجهزة الدولة، خاصة المجلس الشعبي الوطني، رغم أنه لا يوجد في التشريع ما يحصر ذلك في شرط تصدر قائمة العاصمة· كما تولي القيادات الحزبية أهميتها لهذا الموقع الانتخابي من منطلق اختبار شعبية الحزب ''لإيمان الجميع بأن العاصمة هي جزائر صغيرة يتواجد بها سكان من مختلف الولايات ويمكن القياس على نتائجها مواقع الأحزاب في الولايات الأخرى·