أقدم العشرات من شباب بلدية تيزي راشد، أمس، على غلق المنطقة الصناعية ''عيسات إيدير'' المتواجدة بمنطقة واد عيسي، الواقعة على بعد 5 كم شرق مدينة تيزي وزو، وذلك احتجاجا على الظروف الاجتماعية المزرية، وكذا للمطالبة بمناصب شغل. الحركة الاحتجاجية التي نظمها شباب بلدية تيزي راشد، أمس، تعد الخامسة من نوعها وفي غضون أسبوعين فقط، جاءت، حسب ما صرح به المحتجون ل ''الجزائر نيوز''، تنديدا بما صدر من السلطات الولائية التي لم تف بوعودها التي قدمتها لهم في السنوات الأخيرة، التي كان من المنتظر منها أن تعمل على توفير مناصب شغل دائمة لبطالي مختلف قرى البلدية في المؤسسات العمومية التي تتوافر عليها المنطقة الصناعية ''عيسات إيدير'' بتيزي وزو. وفي السياق نفسه، أضافوا إن البطالة الحادة التي تعتري منطقتهم، وانسداد قنوات الحوار بينهم وبين المسؤولين المحليين، كانت وراء انتهاج لغة الشارع بهدف إيصال معاناتهم للسلطات العليا، حيث أصروا من جهة أخرى، على أحقيتهم وأولويتهم في الحصول على مناصب عمل في هذه المنطقة الصناعية، وذلك بحكم موقعهم القريب منها .هذا، وعلى صعيد آخر، أكد المكتب الولائي للإتحاد العام للعمال الجزائريين في البيان الصادر عنه، أمس، على مساندته المطلقة للحركة الاحتجاجية التي نظمها الشباب البطال لبلدية تيزي راشد، وذلك نظرا لشرعيتها، حيث أرجع الإتحاد الولائي للمركزية النقابية أن الواقع الاجتماعي الذي تشهده ولاية تيزي وزو بصفة عامة، وبعض مناطقها بصفة خاصة، بالإضافة إلى الركود الاقتصادي الفادح الناجم عن غياب الاستثمار بالمنطقة، سببا مباشرا في ظهور عدة نتائج وخيمة التي تعتبر منطقية في الوقت ذاته، على غرار استفحال ظاهرة البطالة التي تشهد -حسبه -منحنى تصاعديا من سنة إلى أخرى، ''خاصة في ظل غياب سياسية ناجعة من طرف السلطات المحلية للتكفل بانشغالات الشباب''. وعلى صعيد آخر، ولحماية المنشآت الاقتصادية القليلة التي تتوافر عليها الولاية، دعت المركزية النقابية، السلطات العليا في البلاد للتدخل العاجل بهدف إيجاد حلول عاجلة لمشكلة البطالة التي يتخبط فيها الآلاف من شباب مختلف جهات الولاية، وكذا السعي من أجل تحقيق الاستقرار الاجتماعي الذي ''لن يكون إلا بتخصيص مخطط استثماري استعجالي من شأنه أن يلعب دورا هاما في إعادة الأمل لهؤلاء الشباب الذين لازال هاجس البطالة يشكل معاناتهم اليومية''.