عبّر الدولي الجزائري السابق ومدرب شباب بلوزداد، جمال مناد، عن أسفه الشديد لأعمال العنف التي عادت بقوة إلى ملاعبنا خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، كما لم يستبعد مناد تكرار شبح بورسعيد في الجزائر بسبب الغياب الكلي للأمن في ملاعبنا، التي أصبحت مهجورة من الأنصار الأوفياء وتركت المجال للعنف عوض الفرجة· ما تعليقك على موجة العنف التي عادت بقوة لملاعبنا؟ أولا، أتأسف لما حدث في مختلف الملاعب يومي الجمعة والسبت، وأن ما وقع ليس بجديد في بطولاتنا، وهو يزداد حدة من سنة لأخرى، وهذا أمر محزن للغاية، خاصة وأن الجزائر دخلت عالم الإحتراف منذ عامين، وللأسف الشديد فإن هذه الآفة لازالت مستمرة· وحسب اعتقادي، إن ما يحدث في ملاعبنا مرتبط بعدة جوانب، منها الاجتماعية والسياسية خاصة، فمعظم الأنصار يتوافدون إلى الملاعب لأغراض غير رياضية وليس لمؤازرة فريقهم، بل للترويح عن النفس، والتعبير عن مشاكلهم الإجتماعية، إلى جانب وضعية الفرق في الترتيب التي تغذي أيضا العنف لدى الأنصار، فمثلا فريق مهدد بالسقوط، فأنصاره يقومون باحتجاجات غير رياضية ويشعلون النار في المدرجات بعد أي تعثر· هل تعتقد أن ما حدث في بورسعيد سيتكرر في الجزائر؟ صراحة، لا أستبعد ذلك إطلاقا، لأن ملاعبنا أصبحت غير مؤمنة، والدليل على ذلك ما وقع يومي الجمعة والسبت، ولو تستمر الأمور على هذا النحو، سنواجه نفس السيناريو الذي وقع بملعب بورسعيد خلال الأشهر الماضية، وأن الجزائر ليست في مأمن، وهذا ما جعل الأنصار يهجرون الملاعب ليحتلها شبه الأنصار· من يتحمّل المسؤولية إذن؟ المسؤولية مشتركة، فعلى السلطات العليا التكفل بالمشاكل الإجتماعية للشباب، خاصة الشغل والسكن، إلى جانب اتخاذها إجراءات صارمة خارج وداخل الملاعب، هذا من جهة· ومن جهة أخرى، على المدربين ومسؤولي النوادي توعية وتحسيس الأنصار وتفادي التصريحات التي تثير غضب الجماهير، كما يتحمّل الإعلام جزء من هذه المسؤولية·