تحتل الجزائر الرتبة الرابعة عالميا فيما يتعلق بحوادث المرور بتسجيلها لحصيلة ثقيلة للموتى· فسنة 2011 كانت مميتة مع وفاة حوالي 4600 شخص، وهو ما تطرق إليه رئيس الفيدرالية الوطنية لمدارس السياقة حول الأسباب الأساسية لإرهاب الطروقات· لقد وقع حادث مرور صباح أمس، على الطريق الوطني رقم 23 الرابط بين تيارت وغليزان، أودى بحياة 21 مسافرا وأكثر من 30 جريحا نقلوا إلى مستشفى تيارت، ولحد الساعة يجهل الأسباب الحقيقية لهذا الحادث، لكن الأكيد أنه ليس الأول، ما تعليقكم؟ عادة يملك السائقون المحترفون (حافلة، طاكسي الوزن الثقيل) على رخصة سياقة لأكثر من 5 سنوات، وقد أظهرت الإحصائيات أن النقل العمومي والوزن الثقيل ساهمت في العديد من حوادث المرور، وهناك من ينعتهم بالنعوش المتنقلة، وشخصيا أعتقد بأنه إذا كان السائقون متورطون في حوادث المرور، فهذا يكشف عن نقص في ثقافة السياقة في الجزائر، لقد قلنا دائما بأن هؤلاء المحترفين السائقين عليهم أن يتحلوا بالمسؤولية والضمير لأنهم ببساطة ينقلون مئات المسافرين يوميا، وهي مهمة ليست سهلة، وعادة نوجه أصابع الإتهام لمدارس السياقة كونها لا تكوّن، لكن هذا غير صحيح، فكيف تفسرون أن نساء أقل مسؤولية من الرجال في العديد من الحوادث الخطيرة رغم أنهم جميعا يتلقون تكوينا واحدا· ألا تعتقدون أن نقص تربية السياقة لا يشكل العامل الوحيد في إرهاب الطرقات، بل هناك أيضا وضعية الطرقات، نقص الإنارة، نقص إشارات المرور··· إلخ؟ أنا متفق تماما معكم، لكن أرى بأن العامل البشري يبقى أساسيا بنسبة 80%، في حين يمثل 20% بقية العوامل الأخرى· لكننا في المقابل نسجل عدم احترام بعض القوانين مثل انعدام سائقين للمسافات الطويلة حتى نتفادى الحادث، خاصة في القطاع الخاص الذي يبقى هدفه الأول هو كيف يحصل على المال بسرعة· لقد اتخذت السلطات العمومية عدة إجراءات خاصة تنقيط رخصة السياقة للتخفيف من الحصيلة الثقيلة لحوادث المرور المسجلة سنويا بالجزائر، هل تعتقدون أن العملية تمثل حلا؟ بالتأكيد، فهو يعتبر الوسيلة الوحيدة لتخفيض حوادث المرور إلى حدود 60%، لأنه بفضل رخصة المرور يعمل السائقون على تطبيق التحكم الذاتي حتى لا يضيّعوا نقاطا من رخصة سياقتهم·