علمت أن بلخادم لبّى دعوة المجلة الفرنسية ''ماريان'' ليشارك في شخشوخة مارسيليا حول 50 عاما من استقلال الجزائر، فقلت لنفسي هي فرصة يجب ألا تضيعيها يا إيمان حتى تلتقي ببلخادم وربما تواجهينه بالحقيقة التي لا يريد أن يراها بأم عينيه· وفي مساء الغد وجدت بلخادم صدفة جالسا يتناول أطراف الحديث مع فرنسية شقراء وثرثارة وذلك على طراز أكبر بار في مارسيليا·· وفي الحقيقة ترددت في تقديم نفسي، ثم تجرأت واقتربت منه وكلّمته بفرنسية سليمة فابتسم لي ولم يكن محرجا عندما فرضت نفسي عليه، فدعاني للجلوس وقال لي فيما قال إنه يحب مارسيليا أكثر من باريس· وعندما سألته عن أحوال مطلقة القرضاوي صمت للحظات ثم قال كلامبالٍ·· أنه لم يقرأ المقال المذكور الذي كتبته أنا إلا أن بعض المقربين منه أخبروه عن ذلك، وقال فاتحا فمه بشكل مثير للتقزز أنه مع حرية التعبير ولا يتضايق من الإنتقادات والسخافات المسيئة لشخصه، وسألني ماذا أشرب، فقلت وأنا أبتسم لمثل هذا الكرم، قهوة، سكت للحظات وقال، أنا لا يحرجني إن أردت أن تشربي بيرة·· حدقت فيه جيدا ثم قلت: ألست إسلاميا يا سيد بلخادم، قهقه حتى بانت نواجذه الإصطناعية، وقال بل أنا إنسان متفتح وما يقال عني هو مجرد أكاذيب مغرضة، وفي تلك اللحظة ضايقت صديقته الفرنسية التي كانت تتجاذب معه أطراف الحديث وبالمناسبة كانت تلبس جبة قصيرة جدا، بينما صدرها كان شبه عار·· ونظرت إليّ شذرا لكنني تجاهلتها وواصلت الكلام مع بلخادم قائلة: إسمع يا سيد بلخادم هل يمكن أن أسألك سؤال شخصيا·· فابتسم وشجعني على طرحه: فقلت كم لك من زوجة؟ أجابني ضاحكا: هل لديك الرغبة بالزواج بي؟! إن كان الأمر كذلك فأنا لا أمانع الزواج بك حالا أيتها الجميلة· وعندئذ صرخت في وجهه وقمت من طاولته شاقة طريقي مخلفة بلخادم وصديقته الفرنسية ورائي· وفي الصباح عندما فتحت عيني وجدتني مرعوبة بذلك الكابوس الذي قض مضجعي والذي اسمه بلخادم، والأغرب في كل ذلك أن تلك الليلة ليلة الكابوس كانت ليلة أول أفريل·