في اليوم الذي شيع فيه جثمان الرئيس بن بلة إلى مثواه الأخير، كثرت ردود فعل السياسيين والإقتصادية ورجال الثقافة ومن بينهم رجل الإقتصاد عبد الرحمان مبتول· لقد كانت لكم فرصة التقرب من الرئيس بن بلة، ما هي الذكرى التي تحتفظون بها؟ أود في البداية أن أقدم تعازي الخالصة إلى أسرته وأقربائه، لقد كان الرئيس بن بلة مدافعا كبيرا عن دول العالم الثالث، ويؤمن بالتوازن بين الشمال والجنوب، وهو رجل قدم الكثير للجزائر وعمل على تنمية بلده، وانطلاقا من كوني أنتمي إلى عائلة ثورية لدي الكثير من العلاقات مع القادة السابقين في حرب التحرير، لكن سي أحمد كان فريدا في أفكاره، سياسته وطريقته في الحياة، لقد كان رجلا كريما وإنسانيا، وبالمناسبة أحتفظ بذكرى جميلة معه مثل بقية أصدقائه الوطنيين، حيث كان مع فكرة إدخال جبهة التحرير الوطني إلى المتحف بعد أن أصبح الإنتهازيون يتصارعون من أجل تشويه سمعة هذا الحزب السياسي الكبير، وأخيرا أعتقد بأنه لا يمكن محاسبته خلال العامين الأخيرين· على المستوى الإقتصادي، كيف كانت نظرة أحمد بن بلة، وهل تشاركونه نفس الأفكار؟ إنطلاقا من كون التاريخ أساس كل معرفة، وكما قال مؤسسو الإقتصاد بأن الإقتصاد هو قبل كل شيء سياسة، ففي هذا الإطار قمت بزيارة سي أحمد عدة مرات وهذا منذ سنوات بمقر سكناه بالعاصمة، وقد كانت نقاشاتنا جد مجدية بالنسبة لي، وهو الذي أخبرني قائلا ''أقرأ كتاباتك وأحترمها لكنني لا أشاطرك الرأي في كل تحاليلك وإقتراحاتك المتعلقة بإعادة تأسيس الدول والأفاق السياسية الإقتصادية''· لقد نصحني بمواصلة الجهاد من أجل مواجهات الأفكار المناقضة من أجل صالح الجزائر، وكما يعلم الجميع لقد كان بن بلة إشتراكيا كبيرا وعندما كنت أزوره في منزله بالعاصمة كان يناديني ''إبني وكنت أحب كثيرا نقاشاتنا الفكرية، وحلمي كان إجراء حوار معه، وهو ما لم يتحقق لي مع الأسف الشديد''· كلمة أخيرة عن بن بلة؟ رحمة الله عليه، لكن ما يجب الإشارة إليه هو أن نكتب تاريخ الجزائر وعلى المجاهدين القدامى مثل أحمد بن بلة تقديم شهاداتهم حتى نكتب تاريخنا ونوثقه·