مرة وصف وزير الإعلام ناصر مهل التلفزيون الجزائري بالرديء، والرديء جدا، وقال ذلك ملء الفم أمام البرلمان ويومها اشتد اللغط واشتد اللوم، ويومها قيل إن ناصر مهل في خلاف مع المدير السابق للتلفزيون العولمي، ويومها قيل إن وراء ما قال ناصر مهل ما وراءه، ويومها قيل إن ناصرمهل معه الحق، كل الحق، ويومها قيل ناصر مهل كان ظالما بعض الشيء ومبالغا بعض الشيء ويومها قيل إن التيار لم يعد يمر بين ناصر مهل وبين العولمي، ويومها قيل إن وراء العولمي ناس أقوياء ويومها قيل إن ناصر مهل أخطأ خطأ جسيما في حق التلفزيون، ويومها قيل إن ناصر مهل أراد أن يكون وزير إعلام بصح وصحيح· وبعد يومها أخرج العولمي من التلفزيون واستدعي كما يقولون إلى مهام أخرى وخلفه توفيق الخلادي، ويومها قيل إن توفيق الخلادي يحظى بالثقة كلها من ناصر مهل، ويومها قيل حان الوقت لأن ينتهي ناصر مهل والتوفيق عصر الرداءة في التلفزيون·· ويومها قلنا آمين يا رب العالمين، ثم مات بن بلة، الرئيس الأول للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، ويوم وداع الرئيس الأول للجمهورية إلى آخره، إلى آخره، أطل علينا الثنائي الذي لم يكن مرحا والمتكون من ماما فريدة وبابا بوسالم، وبدت ماما فريدة حزينة جدا، جدا، جدا، وكذا بابا بوسالم الذي أذاب شحمه ولحمه جدا، جدا، جدا حزينا جدا، جدا، والفاجعة التي أحزنتنا جدا، جدا هو ذلك الجهل الكبير جدا، جدا بتاريخ بن بلة ومساره السياسي وظهر كل هذا واضحا في تعليق بابا بوسالم وماما فريدة بشكل مفضوح جدا، جدا، وقلت يا إلهي يا مجيب السائلين، ها هو التوفيق جاء إلى رأس التلفزيون وبدل القضاء على الرداءة التي كان الوزير ناصر مهل مستاء منها جدا، جدا عادت مع بابا بوسالم وماما فريدة قوية جدا، جدا، فبابا بوسالم وماما فريدة اللذين ظلا يؤديان في لعبة سيئة جدا جدا، لا يعرفان ولو الشيء القليل جدا، جدا،عن تاريخ الجزائر، ولا عن فترة بن بلة، ولا عن بن بلة قبل وبعد خروجه من السجن، ولا عن فترة تأسيسه لحزبه، ولا عن فترة منفاه وعودته إلى الجزائر··· لا شيء، لا شيء، لا شيء·· فأين هو وعدك يا مهل يا توفيق الخلادي بتخليصنا من رداءة التلفزيون الممثلة في أداء ماما فريدة وبابا بوسالم الذي طال العهد بهما في التلفزيون وقتا طويلا جدا، جدا·