يعتبر التغيير الذي طال هرم التلفزيون الجزائري يوم أمس بتعيين توفيق خلادي مديرا جديدا للتلفزيون، مدخلا لقراءات مختلفة بشأن الأسباب الحقيقية التي دفعت بالسلطة إلى هذه الخطوة· ورغم أن هذه المؤسسة الإعلامية الثقيلة ظلت محل نقد وسخط من طرف الجزائريين ووزير الاتصال ناصر مهل نفسه، إلا أن قرار التغيير ظل مؤجلا· والمثير بالنسبة للكثير من المراقبين أن توفيق خلادي الذي سيّر الإذاعة الوطنية بقبضة حديدية لم يحدث تغييرات ذات بال على مستوى مؤسسة الإذاعة الوطنية، بل إنه ألغى الكثير من مشاريع الانفتاح الإعلامي، أبرزها دمج القطاع السمعي في منظومة الاتصالات والوسائط الحديثة التي كان مخططا لها خلال فترة المدير السابق عز الدين ميهوبي· ويرى البعض أن تعيين توفيق خلادي يعزز القراءات التي ربطت إقالة عولمي بالتغطية المتوازنة والمتفتحة لأزمة غاز البوتان وانقطاع الطرقات، وما عرفته البلاد ولا تزال من انعكاسات سلبية لتهاطل الثلوج الذي تسبب في عزلة قرى وولايات برمتها· فهل دفع عولمي ثمنا لاجتهاده في الانفتاح؟ الذين يرجحون هذا الأمر عززوا ذلك بالعودة إلى أسلوب خليفة عوملي الذي قلّص من انفتاح الإذاعة الجزائرية والمحطات الجهوية طيلة تواجده على رأس الإذاعة الوطنية، فقد عمد إلى تقليص ساعات البث وتحديدها وهيمنة المركزية على سلطة الإذاعات المحلية، لكن قراءات أخرى ترى أن التلفزيون الجزائري ظل قلعة محصنة ضد الانفتاح إلى حد الساعة، وأن المدير السابق لم يقدم على أي خطوة من شأنها أن تساير لغة الانفتاح السياسي والوعود التي قطعها رئيس الجمهورية في خطاباته الرسمية بانفتاح أكبر للتلفزيون الجزائري على المجتمع· لذلك لابد من البحث عن بديل، إلا أن سوابق خلادي في الإذاعة والقبضة الحديدية التي عالج بها المشاكل الحادة في المؤسسة وتهديده للعمال بالفصل في عدة محطات إضافة، إلى جانب تسريحه لمئات المتعاونين لا توحي بأن التلفزيون سيتجه نحو المزيد من الانفتاح، لأن القضية لا تحتاج إلى إقالة بقدر ما تحتاج إلى توجيهات، وهذا ما يعزز التسريبات التي رأت بأن بث خطاب الرئيس ليلة الخميس الماضي بالطريقة التي شاهدها الجزائريون وبالشكل غير المباشر كانت من الأسباب التي عجلت بالتغيير، خصوصا وأن السلطة لا تغير رجالها من أجل الانفتاح·