عقدت الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان التي يرأسها نور الدين بن يسعد ندوة صحفية بمقرها خصصتها لرصد الإعلام في الحملة الانتخابية للتشريعيات خلال الفترة الممتدة ما بين 15 و25 أفريل· وقد تضمن التقرير أرقاما ونسبا حول تغطية وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية البصرية خاصة ما تعلق بالحجم الساعي الذي خصص لكل وسيلة إعلامية، ولهذا الغرض فقد شمل التقرير خمس جرائد ناطقة بالفرنسية وهي الوطن، ليبرتي، كوتيديان دوران، لوسوار دالجيري والمجاهد، فيما شمل التقرير أربع جرائد معربة وهي الشروق، الخبر، الشعب والنهار، بالإضافة إلى التلفزيون الجزائري والقنوات الإذاعية الأولى والثانية والثالثة· وحسب مسؤول الرابطة، فإن الهدف من عملية الرصد يكمن في معرفة مدى التقيد بالمعايير الدولية في مجال ضبط الإعلام، مدى التزام وسائل الإعلام بالتغطية المهنية بين جميع الفاعلين السياسيين وإفساح المجال أمامهم لعرض برامجهم دون تمييز، مدى تحقيق النزاهة والحياد الإعلامي العمومي والخاص مع التشريعيات الإعلامية وقواعد المهنة وأخلاقياتها، وخلصت عملية الرصد إلى حقيقة تتمثل في أن الصحافة المكتوبة خلال تناولها لموضوع التشريعيات تجاهلت تماما التربية الانتخابية وهو الدور المنوط بها، حيث اهتمت بتغطية التجمعات، المسائل التقنية بنسبة وصلت إلى 90,,77 وفي هذا الإطار سجل التقرير كذلك غياب الصحافة الجوارية التي لم تمثل سوى 73,0% من الروبورتاجات فيما وصلت نسبة التقارير 41,64% و 9,10% بالنسبة للأخبار· كما أفرز التقرير معطيات أخرى تخص الصحافة العمومية التي خصصت حجما كبيرا للنشاط الحكومي وصل إلى 5,20% ونسبا متواضعة لنشاط الأحزاب على منوال حزب الأرندي الذي حاز على نسبة 30,8% يليه الأفلان ب 93,6% ورئيس الجمهورية ب 27,5% والأفافاس ب 96,1%، في حين لم تتعدَ مساحة 20 حزبا آخر حدود 79,11% فقط، فيما غاب المترشحون الأحرار والمقاطعون للانتخابات· أما الصحافة الخاصة فقد أفردت ما مقداره 11,21% لتغطية النشاطات الحكومية، و 87,12% لحزب الأفلان، و23,8% للأرندي و09,3% للأفافاس و05,4% لحزب العمال· كما كان حظ المقاطعين في جريدة الوطن وليبرتي 35,3% والأحرار بنسبة 53,1% وأكثر من 20 حزبا تقاسموا نسبة 75,8%· غياب الأحرار والمقاطعين في الراديو والتلفزيون وفي تقييمها لنشاط الوسائل السمعية البصرية أشار التقرير الذي قدمته الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى تخصيص الإذاعة لنسبة 48% لنشرات الأخبار، فيما وصلت حصة الانتخابات في النشرات التلفزيونية إلى نسبة 53,66% وهو ما يعني، حسب التقرير كذلك، أن الثقافة الانتخابية كانت غائبة تماما في الوسائل الإعلامية الثقيلة، حيث ركزت نشاطها على التغطيات والأمور التقنية والخرجات الميدانية· وعلى نفس أسلوب الصحافة المكتوبة، اهتم الراديو والتلفزيون بنشاط الأحزاب المعروفة التي نالت حيزا زمنيا متواضعا جدا، فيما غاب الأحرار والمقاطعون للانتخابات، ولم يستفد 20 حزبا سوى من 89,10% بالراديو، فيما وصلت تغطية نشاط الحكومة بالتلفزيون 35,11% ورئيس الجمهورية 06,4%·
