التغطية الإعلامية للمشاركة السياسية للمرأة في الجزائر لا تعكس أشكال المساهمة أظهرت نتائج تمرين على أساس تحليل محتوى وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة والالكترونية في كل من الجزائر، تونس والمغرب حول التغطية الإعلامية للمشاركة السياسية للمرأة، في فترات زمنية محددة بشهر جانفى بالنسبة للجزائر وشهري فيفري ومارس بالنسبة للمغرب وتونس، وشارك في هذا التمرين طلبة السنة الرابعة ليسانس وطلبة الماستر، عرضها الأستاذ عبد الوهاب بوخنوفة من كلية علوم الإعلام والاتصال، أن التغطية الإعلامية لمشاركة المرأة في الحياة السياسية في الجزائر لا تعكس بوفاء أشكال المساهمة السياسية للمرأة سواء داخل الأحزاب السياسية، أو داخل المجتمع المدني، أو داخل الهيئات التمثيلية، فالمعالجة الإعلامية ظرفية ومناسباتية وانتقائية، ولا تعكس التنوع في ''البروفيل'' على الرغم من كل ذلك بشكل عام فإن مواقف وسائل الإعلام كانت ايجابية اتجاه مشاركة المرأة في الحياة السياسية. تم أولا تحديد عينة من الصحف المكتوبة اليومية و الصحف الالكترونية العمومية والخاصة والقنوات التلفزيونية والإذاعية العمومية شملت الفترة مابين جانفي ومارس ,2009 بالنسبة للجزائر، فإن وسائل الإعلام التي تم اختيارها في العينة هي التلفزيون الجزائري القناة الأولى الأرضية، الإذاعة الوطنية القناة الأولى، يوميتي ''الخبر '' و «Le Quotidien d Oron » و''الشروق أونلاين''. في السمعي البصري المرأة عضو الحكومة هي البروفيل الأكثر تغطية إعلاميا فالتغطية الإعلامية في التلفزيون،، تعطي الأولوية والأهمية للنساء العضوات في الحكومة، المرأة الوزيرة أو المرأة كاتبة الدولة حيث تمنحها وقتا أكبر، وأهمية أكبر في التغطية، فيما اهتمت الإذاعة الجزائرية بالمرأة الناشطة في الأحزاب السياسية وبالمرأة عضو الحكومة، وبالمرأة المنتخبة، خلافا للتلفزيون فإن الهيمنة النسبية كانت للمرأة في المجتمع المدني. بينما أبرزت الصحافة المكتوبة بروفيل المرأة الناشطة في المجتمع المدني، مع هيمنة واضحة لهذا البروفيل في جريدة الخبر، فلم تحظ المرأة عضو الحكومة إلا بتغطية ضئيلة، ومست التغطية الإعلامية للصحيفتين أساسا النساء الناشطات في الأحزاب السياسية بالنظر إلى الظرف السياسي (الانتخابات الرئاسية، والعدوان الإسرائيلي على غزة)، أما في الصحافة الالكترونية فقد كان هناك تنوعا في البروفيل الذي حظي بالتغطية الإعلامية، حيث اهتمت الصحيفة الالكترونية بالسماح للمرأة المثقفة والمرأة الناشطة في المجتمع المدني بالتعبير عن رأيها كما اهتمت بالمرأة الناخبة. إلا أنه وحسب ما جاء به التمرين أو الدراسة، فإن البروفيل كان متعددا وخطابا عاما، فالنساء اللواتي حظي نشاطهن بالتغطية الإعلامية سواء في التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة المكتوبة والالكترونية، لم يقدمن في أغلب الحالات خطابا خاصا يروج لأفكار شخصية، بل أعادت إنتاج خطاب عام يتعلق أساسا بمكتسبات المرأة. السمعي البصري مجحف في تغطية نشاطات المرأة وجاءت وفق الدراسة مواقف وسائل الإعلام من المرأة المشاركة في السياسة متباينة، فكان موقف وسائل الإعلام السمعية البصرية إيجابيا من حيث المحتوى، وتمييزيا من حيث الشكل، حيث اهتمت بشكل عام بمدح الإجراءات التي اتخذت في صالح المرأة، كما اهتمت بعكس صورة إيجابية عن المرأة، لكن من الناحية الكمية تبقى حسب الدراسة هذه التغطية ضعيفة مقارنة بالتغطية التي توليها للرجل المشارك في السياسة. وكان النوع الصحفي المهيمن في التغطية الإعلامية في الوسائل السمعية البصرية هو التقرير، واللجوء باستمرار لهذا النوع الصحفي يؤدي إلى اختزال المعالجة الإعلامية في مجرد تقديم ملخصات عن التظاهرات المختلفة، بينما الأنواع الصحفية الأخرى مثل الحديث الصحفي أو البورتري والتي تسمح بإبراز قدرات شخصية ما لا تستخدم إلا نادرا، فجهد تنويع الأنواع الصحفية كان ضعيفا. فيم تبين من خلال موقف الصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية، أن المرأة المشاركة في السياسة شأن نسوي، وبشكل عام أظهرت الصحافة المكتوبة والصحافة الالكترونية موقفا إيجابيا إزاء المشاركة السياسية للمرأة من خلال نشرها لمضامين إيجابية تبرز مساهمة المرأة في هذا المجال، وتعد المرأة الصحفية أكثر اهتماما من الرجل الصحفي بهذا الموضوع، بينما التغطية الإعلامية كانت ظرفية ومناسباتية، واعتمدت على وكالات الأنباء. فيم تتميز الصحافة الالكترونية بفضاء التفاعلية، الذي يسمح للقراء بالآنية في التفاعل مع الموضوع المطروح، وأظهر تحليل تعليقات القراء على المقالات التي تناولت موضوع مشاركة المرأة في السياسة المواقف والتصورات السلبية لفئة من القراء من صنف الذكور، التي عبرت عن استهجانها وسخريتها من المرأة السياسية، ومن بين التعليقات المتداولة، أحسن لها البقاء في البيت والاهتمام بمطبخها وزوجها. من المهم إبراز إسهامات المرأة التي نجحت في اقتحام الحقل السياسي أطلق المعهد الدولي للبحوث والتكوين من اجل ترقية المرأة التابع للأمم المتحدة (UN-INSTRAW ومعهد المرأة الغربية للتكوين والبحث CAWTAR مشروعا يهدف إلى تدعيم قدرات المرأة في مجال القيادة والمشاركة في السياسة و اتخاذ القرار في الجزائروتونس والمغرب. هذا المشروع الممول من قبل الحكومة الاسبانية يهدف إلى المساهمة في تحسين مكانة المرأة في مجال المشاركة السياسية، في إطار هذا الأفق اهتم المشروع بالتغطية الإعلامية للأنشطة السياسية للمرأة في البلدان الثلاث. وكانت نتائج الدراسة السابقة قد ركزت على أهمية إظهار وإبراز إسهامات المرأة التي نجحت في اقتحام الحقل السياسي، وأن هذا الدور مناط بوسائل الإعلام، وضمن هذا الأفق اهتم هذا المشروع بالتغطية الإعلامية للأنشطة السياسية للمرأة، والتشديد بالخصوص على العلاقة بين المرأة المشاركة في الحياة السياسية ووسائل الإعلام من زاويتين، الأولى تمثلث في معالجة وتمثل وسائل الإعلام للمرأة النشطة سياسيا ، أين تم التركيز على تحليل محتوى وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة والالكترونية في البلدان الثلاث.