الأخبار تقول إن الأحزاب الفائزة في التشريعيات ستستفيد من أربعين مليون عن كل نائب سنويا... هذا الخبر جعل حماري الذي أنهكته الحرارة المرتفعة جدا ينهق بتواصل دون كلل أو ملل وفجأة صاح... يعني رغم كل شيء حزب بلخادم هو الذي سيغنم من الغنيمة؟ قلت له ساخرا... وهل تظن أنه دخل كل المعارك الدموية حتى يخرج صفر اليدين؟ قال وهو يضرب رأسه من شدة الحرارة... لم أعرف أن الأمر سيؤول هذا المآل وإلا كنت تسوّست مثلهم وغنمت وكسبت كل هذه المغانم. قلت... دعونك كثيرا أن تدخل السياسة باعتبارك حمار مسيّس ولكنك فضّلت الكلام الفارغ والنقد بدل أن تكون فاعلا ولاعبا في الحلبة. نهق نهيقا مخيفا وقال... كل ما يحدث من حولنا مرده المكاسب المالية سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة لأنه في آخر الأمر فهمنا لماذا أصبحت السياسة تدار بالقزول عوض الأسلوب الديموقراطي. قلت... أنت لست ذكيا بالقدر الذي يجعلك تخطط وتدقق مثل ما فعله بلخادم وأويحيى وأبوجرة وجاب الله والويزة وتواتي وغيرهم... قال... فعلا إلى وقت قريب كنت أظن أن النضال السياسي يقوم به كل من يؤمن بالديمقراطية وترقية الممارسة الفعلية للعبة، لكن فهمت أن الجميع يقسمون الكعكعة بالتساوي. قلت... كنت أظنك تفهم الأمور أكثر من هذا؟ قال صارخا... تكلخت... تكلخت... قلت... لماذا إذن كنت تنتقد ما يقوم به هؤلاء دون معرفة مقاصدهم الحقيقية التي جعلتهم يرفعون العصي والأحجار في وجه بعضهم البعض؟ قال... فعلا المبلغ مغرٍ ويستحق المجازفة والمغامرة، ولكن عليّ وعلى أعدائي سأفعل مثلهم جميعا وأؤسس حزبي أنا أيضا سأضم فيه كل الحمير المغلوبين على أمرهم عسى إذا نجحنا سنستطيع حل مشاكل الشعب المسكين.