في تطور نوعي للعمليات التي يشنها الجيش السوري الحر، الجناح المسلح للثوار السوريين، قتل أربعة من مقربي القصر الرئاسي السوري، في انفجار بمبنى الأمن القومي خلال اجتماع دوري لقيادات عليا في السلطة السورية الحالية، ما أدى إلى مصرع وزير الدفاع العماد داوود راجحة، نائب رئيس أركان الجيش مدير الاستخبارات آصف شوكت صهر الرئيس، وزير الداخلية محمد الشعار، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار. وفيما كانت الرواية الرسمية التي بثها التلفزيون السوري، تقول ''إن الأمر متعلق بتفجير انتحاري لنفسه''، أكد الحساب الرسمي للجيش السوري الحر على تويتر ''أن التفجير تم بعبوة ناسفة''، في حين تحفظ أحد الضباط المنشقين عن الجيش النظامي، والمنضمين إلى ''كتيبة الصحابة'' منفذة العملية، في فيديو نشر على موقع يوتيوب، على الطريقة التي تم بها قتل الأشخاص الأربعة، واكتفى بالقول ''إن العملية نفذتها سرية المهمات الخاصة التابعة للكتيبة، بعد أن تم التحضير لها لمدة شهرين كاملين، تم خلالهما مراقبة ما يسمى ''خلية إدارة الأزمة في سوريا''، حيث قام أحد أبطالنا بعملية أمنية متقنة''، في حين أشار الحساب الرسمي للجيش السوري الحر على تويتر في وقت لاحق من مساء أمس، إلى أن القتل ''تم بتسميم الجميع، ونصب كمائن أمنية على الطريق المؤدي للمستشفى، حتى يتم تفجير سيارات الإسعاف التي تقلهم، لضمان قتلهم في حال تمكنوا من النجاة من تسميمهم''. وفور تأكيد الخبر، عقد وزيرا الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، والبريطاني فيليب هاموند اجتماعا مشتركا، حذر فيه بانيتا من أن الوضع في سوريا ''يخرج عن السيطرة بشكل متسارع''، وقال ''إن على المجتمع الدولي ''ممارسة أكبر قدر ممكن من الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لكي يتنحى ويتيح حصول انتقال سلمي''. أما هاموند فقال ''إنه يتفق ''تماما'' مع بانيتا بأن الوضع ''يخرج عن السيطرة مع اقتراب العنف أكثر فأكثر إلى قلب النظام''. أما حزب الله المؤيد لنظام بشار الأسد، فقد أعلن فور تأكيد الخبر ''الحداد لمدة ثلاثة أيام''، وهذا عبر قناة المنار التابعة له، ووصف الموقع الرسمي للقناة الحادثة بالتفجير الانتحاري الذي نتج عنه ''استشهاد'' العماد راجحة. ولم ينقض يوم البارحة، حتى تم تنصيب العماد فهد جاسم الفريج، وزيرا للدفاع، وقد جاء في خطابه الأول ''إن العمل الجبان لن يمنعنا من بتر يد كل من يعبث بأمن الوطن والمواطن''. الخطاب الذي لم ينجح في التقليل من حدة الاشتباكات في العاصمة دمشق. هذا، وتلاحقت الأخبار عن انشقاق عدد كبير من أفراد الجيش النظامي، بعد انهيار معنوياتهم بسماعهم عن العملية، في حين تم بث فيديو لم يتسن التأكد من صحته لطائرتين، قيل إن قائداها انشقا وهربا باتجاه الأردن، الأمر الذي خصص له حيز كبير من النقاش على الشبكات الاجتماعية، وبشكل خاص موقع تويتر للتدوينات المصغرة، حيث لم يخل الأمر من التنكيت على أخبار الانشقاقات الكثيرة، إلى درجة أن أحد الحسابات المعارضة لم يستبعد إعلان ''خبر انشقاق بشار الأسد وإعلان انضمامه إلى الجيش الحر''.