أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لقناة “عاروتس 2" الإسرائيلية، ردود فعل غاضبة من قبل مختلف التيارات والأحزاب والفصائل الفلسطينية، فضلا عن العربية والأجنبية المتضامنة مع القضية الفلسطينية، وأتت حركة الاستنكار والإدانات الواسعة فور بث القناة الإسرائيلية مقاطع من الحوار (بلغته الإنجليزية)، تتضمن إجابات لأبي مازن، يتنازل خلالها عن العيش في بلدته “الصفد" التي تقع في حدود ال 48 لأنها - حسب قوله - تعتبر جزءا من إسرائيل، مؤكدا أن فلسطين الحالية لا تتجاوز حدود عام 1967 والقدسالشرقية عاصمة لها، ما يعني تنازله عن حق عودة فلسطينيي الشتات إلى قراهم وبلداتهم المحتلة. كما أثارت فقرة أخرى من الحوار جدلا واسعا بين القوى الوطنية الفلسطينية المتعلقة بحق مقاومة الاحتلال الذي تقره كل الشرائع الدولية وميثاق الأممالمتحدة، وذلك عندما تعهد الرئيس محمود عباس لمضيفه الإسرائيلي، عدم قيام أي حركة مسلحة أو انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد إسرائيل، ما دام موجودا على رأس السلطة الوطنية الفلسطينية، مضيفا: لن نمارس الترهيب مجددا.. ولن نستخدم القوة.. نريد استخدام المفاوضات والطرق الدبلوماسية فحسب"، وهو الوعد الذي يتجاوز دور الرئيس، لأن مقاومة الاحتلال بكل الوسائل تضمنه الشرائع الدولية والإقليمية، ولا يملك أحد حق التنازل عنه. ردود حماس: الصفد لا تتشرّف باستقبال أبو مازن نددت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حواره مع القناة الإسرائيلية الثانية، وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس، ردا على تصريحات عباس: إنه لن يقبل أي فلسطيني التنازل عن حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وقراهم وبلداتهم التي نزحوا منها، وأضاف إنه إذا كان عباس أبو مازن لا يريد صفد، فإن صفد سيشرفها ألا تستقبل أمثاله" . الجبهة الشعبية: عباس لا يعبّر عن طموحات الفلسطينيين رأت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، خالدة جرار، أن تصريحات الرئيس عباس تبعث “الإحباط"، ولا تعبّر عن طموحات وثوابت الشعب الفلسطيني. وأوضحت أن “حق العودة الذي أراد عباس التفريط به هو حق مقدس وثابت وخط أحمر لا يستطيع أحد مهما كان التنازل عنه. حركة فتح: تصريحات الرئيس تم تأويلها من ناحيتها، رفضت حركة ?فتح?، التي ينتمي إليها عباس، ما وصفته ?بالتفسير الخاطئ لتصريحات عباس?، قائلة في بيان صحافي السبت: ?الرئيس كان يقصد أن حكومة الاحتلال ترفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، لذلك فإنه كلاجئ فلسطيني لا يمكنه العيش في صفد بسبب عدم الاعتراف الإسرائيلي بهذا الحق?. و نفى “أحمد عساف"، المتحدث الإعلامى باسم الحركة بالضفة الغربية، ما تداولته وسائل الإعلام ، مؤكدا أن ما أثير إعلاميا يستهدف مكانة الرئيس، معتبرا أن إسرائيل وحماس لديهما مواقف مسبقة مضادة لأى تحرك يقوم به عباس. واضاف أن عباس لم تصدر عنه كلمة تنازل عن حق العودة، مشددا على أن عباس متمسك بالثوابت الوطنية بما فيها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التى تم تهجيرهم منها عنوة. المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: نتفق مع موقف عباس تماما ذكر موقع “واللا" الإخباري الإسرائيلي، أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية بول هيرشيزون، قال إن المسؤولية تقع على عاتق “عباس" للعودة إلى المفاوضات، مضيفا إنه “إذا كان يريد أن يرى صفد أو أى مكان آخر في إسرائيل، فإنه يسعدنا أن نريه أي مكان يريده. لكن يجب أن تكون هناك رغبة في المضي قدما في عملية السلام"، وتابع “هيرشيزون" بأنه نظرا إلى أن عباس ليس مواطنا إسرائيليا “فإنه ليس له الحق في أن يعيش في إسرائيل. ونحن نتفق على هذا تماما". عنيان ميركازي: عباس تنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين رأى الموقع الإسرائيلي “عنيان ميركازي" ويعني باللغة العربية (أهم القضايا) أن تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) التي أدلى بها بالأمس للقناة الثانية الإسرائيلية “عاروتس 2" تعني تنازل السلطة الفلسطينية عن حق العودة للفلسطينيين. وأضاف الموقع الإسرائيلي، إن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، قال بالأمس إنه لا يريد العودة للسكن في مسقط رأسه “صفد" وأنه “زار صفد مرة واحدة ويريد أن يراها مرة أخرى لكنه لا يريد العيش فيها". وتابع الموقع بأن “عباس" يرى أن فلسطين هي حدود 67 فقط إلى جانب القدسالشرقية كعاصمة، مؤكدا أن “الضفة الغربية وقطاع غزة هما فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل"، وأنه طالما هو موجود بالسلطة لن يسمح باندلاع انتفاضة فلسطينية مسلحة ثالثة.