أعيد دفن رفات الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأغلق الضريح من جديد أمس الثلاثاء، في رام الله بعدما تم أخذ عينات من الرفات لفحصها ومعرفة ما إذا تم تسميمه بمادة البولونيوم عام 2004، حسب ما أفادت مصادر رسمية فلسطينية. وقال مسؤولون في لجنة التحقيق في وفاة عرفات “انتهت العملية، أغلق الضريح مجددا وسلمت العينات إلى الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس". وكان قد بدأ صباح أمس، فتح قبر عرفات وإخراج رفاته، للحصول على عينة منها وتحليلها، بهدف الكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاته، وسط تقارير متزايدة تشير إلى أنه ربما تعرض للاغتيال، قبل 8 سنوات، بتسمم إشعاعي. وتم استخراج رفات عرفات من المقبرة الموجودة داخل مقر رئاسة السلطة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، بحضور خبراء من فرنسا وروسيا وسويسرا، يشاركون بالتحقيق في أسباب وفاته. وأغلقت السلطة الفلسطينية قبل حوالي أسبوعين طريقا يمر بمحاذاة ضريح عرفات، ومنعت حركة المركبات فيه، بعد أن أوقفت كافة الزيارات للضريح. كما أغلق الضريح من مختلف جوانبه بشوادر زرقاء، فيما وضع علم فلسطيني ضخم على مدخله، بحيث سيتمكن الخبراء السويسريون والروس والفرنسيون من التنقل تحت العلم عند دخول الضريح والخروج منه دون أن ترصدهم كاميرات المصورين. وسمح للمصورين بالتقاط صور للضريح من على مسافة نحو 400 متر منه، كما منعوا من تسلق أسطح البنايات المجاورة لالتقاط الصور. وكانت السلطات القضائية الفرنسية قد قررت، أواخر أوت الماضي، فتح تحقيق جنائي في أسباب وفاة عرفات، على خلفية فرضية تعرضه للتسمم، بعد اكتشاف مادة البولونيوم المشعة في أغراض شخصية تعود للزعيم الراحل. وتوفي عرفات بشكل مفاجئ في أحد المستشفيات العسكرية قرب العاصمة الفرنسية باريس، في 11 نوفمبر من العام 2004، عن عمر ناهز 75 عاما. وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلنت جامعة الدول العربية أنها تعد ملفا قانونيا متكاملا، تمهيدا لمطالبة الأممالمتحدة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في ملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل.