قرر طلبة القطب الجامعي بمنطقة بوخالفة، في تيزي وزو، والذي يتضمن إقامة للذكور وإقامة للإناث وكلية العلوم القانونية والإدارية، الخروج غدا الاثنين في مسيرة سلمية انطلاقا من منطقة بوخالفة إلى غاية مقر الولاية، ومشيا على مسافة تزيد عن 6 كلم احتجاجا على “كارثية" الوضعية الاجتماعية والبيداغوجية وتنديدا على صمت الجهات الوصية رغم خطورة الوضع. سئم طلبة القطب الجامعي ببوخالفة من رفع مراسلات وشكاوي ولائحات من المطالب للمسؤولين في كل سنة للمطالبة بتحسين الأوضاع، والتي لم تأت بأي نتيجة إيجابية. ونظرا لتفاقم المشاكل وتحول الطلبة إلى ضحايا سياسات “الإهمال واللامبالاة" التي تمارسها الجهة الوصية، قررت ثلاث لجان مستقلة، وهي لجنة الإقامة الجامعية للذكور ولجنة الإقامة الجامعية للإناث ولجنة كلية الحقوق، تكوين تنسيقية لتنظيم سلسلة من الحركات الاحتجاجية للمطالبة بحقوقهم، واتفقوا أن تكون المسيرة السلمية أول تنظيم مشترك بينهم. ووصفت اللجان المستقلة في بيان مشترك - تحصلت “الجزائرنيوز" على نسخة منه - الوضعية البيداغوجية والاجتماعية للقطب الجامعي ببوخالفة ب«الكارثية"، وأن الأمور “تتأزم من يوم لآخر". وأكدت أن المشاكل “وضعت الطلبة في عالم مجهول"، حيث اتهمت اللجان في بيانها الجهة الوصية بالتقصير والإهمال “لا تتدخل أبدا لإيجاد حلول للمشاكل القائمة"، ونددوا ب«الفساد الذي ينخر الإدارة". وطرح الطلبة مشكلة الإطعام التي أصبحت “كابوسا يوميا" يعيشه الطلبة جراء رداءة الوجبات والطوابير الغير المنتهية التي “تقتل الطالب في روحه". ويشتكون من ظاهرة غياب الأمن بالحرم الجامعي.. “الطالب في بوخالفة يجد نفس معرّضا يوميا لخطر الاعتداءات الجسدية والمعنوية". وفي هذا الصدد أكد ممثلو الطلبة أن الحرم الجامعي ببوخالفة يسجل بصفة يومية حالات اعتداءات وسرقات وإهانات وتهديدات “نعيش في لاأمن وحياتنا مهددة داخل الحرم الجامعي وخارجه". وأكدت اللجان الثلاثة في بيانها أن “الغرباء يغزون المدرجات وقاعات الدراسة بكلية الحقوق ويقتحمون إقامتي الذكور والإناث"، حيث يستغلون النقص الفادح للأمن لفرض منطقهم، وتأسفوا من عدم تسجيل أي تدخل رغم الحركات الاحتجاجية المتكررة التي شنها الطلبة للمطالبة بضمان الأمن. ولم تشفع حتى المسيرات التي نظموها في فترات الليل من بوخالفة إلى عاصمة جرجرة. وطرح الطلبة مشكل غياب النظافة، فالقطب الجامعي ببوخالفة تحول إلى أشبه بمفرغة عمومية - حسبهم - بسبب انتشار الأوساخ والنفايات في كل مكان “الأوساخ تغزو قاعات التدريس والمدرجات وساحة الكلية، وتنتشر بكثرة في مطاعم الإقامتين وأجنحة الإيواء والأروقة والحمامات والمراحيض، فضلا عن الروائح التي تنبعث من قنوات المياه القذرة ومن المزبلة، ناهيك عن الانتشار الملفت للانتباه للفئران والقطط والكلاب المتشردة". وتأسف الطلبة من غياب شبكة الأنترنت “استخدام الانترنت في الحرم الجامعي يبقى حلما لم يتحقق بعد". كما يبقى النقل الجامعي ببوخالفة “في مهب الريح"، وحسب الطلبة فكل الخطوط تشهد نقصا فادحا للحافلات، وتطرقوا خصوصا إلى رداءة نوعية الحافلات “قديمة ومهترئة لا تصلح إطلاقا لنقل الطلبة". ويشتكون كذلك من النقص الكبير للفضاءات الثقافية والرياضية والعلمية بالحرم الجامعي، فضلا عن تردي الوضع العام في الإيواء كاكتظاظ داخل الغرف وانقطاع التيار الكهربائي والماء “بوخالفة تفتقد لكل محفزات التعليم العالي والبحث العلمي". ومن جهة مقابلة، طرح الطلبة مشاكل بيداغوجية عديدة تتخبط فيها كلية الحقوق، خصوصا الجدل القائم حول شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، ونددوا بعدم تجسيد وعود المسؤولين بضمان هذه الشهادة والالتحاق بالماستر للطلبة النظام الكلاسيكي مباشرة ودون شروط ، وانتقدوا بشدة النظام الجديد “أل. أم. دي" مستنكرين تلاعبات المسؤولين في رفض تجسيد وعود تطوير وترقية هذا النظام. وقد رفع الطلبة المحتجون لائحة تتضمن 15 نقطة، تأتي في مقدمتها المطالبة بضمان الأمن وفتح مركز للشرطة بين إقامتي الذكور والإناث وكلية الحقوق، وإنجاز هياكل جديدة وترميم الهياكل القديمة، وتخصيص ثلاث سيارات إسعاف وضمان النظافة، والقضاء على المفرغات العشوائية داخل الحرم الجامعي، وتحسين خدمات النقل والإطعام، وتوفير الإنارة العمومية وتدعيم المكتبات بالمراجع وضمان شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، وضمان تكوين علمي في مختلف التخصصات، وغيرها من المطالب الاجتماعية والبيداغوجية التي من شأنها أن تقلل من معاناة الطلبة وتضمن أجواء التعليم العالي والبحث العلمي.