يكون الأمير الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، وهو أحد أهم قادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، قد قُتل فعلا خلال عميات عسكرية نفذها الجيشين الفرنسي والتشادي في “درار تيغرغار" شمال مالي، وفق ما أكدته أمس السبت يومية “لوموند" الفرنسية الشهيرة نقلا عن مصادر “رسمية"، وفق التعبير الذي استعملته ذات الصحيفة المشار إليها. وأكدت الصحيفة، نقلا عن بيان صادر من قصر الإليزيه في باريس عشية أمس السبت، أن “رئيس الجمهورية يؤكد بطريقة قطعية مقتل عبد الحميد أبو زيد إثر المعارك التي خاضتها القوات الفرنسية في منطقة أدرار بجبال إيفوغاس نهاية شهر فيفري من السنة الجارية 2013". كما أكدت “لوموند" أن تأكيدات بشأن كون الجثة التي عثر عليها في “إيفوغاس" هي فعلا لعبد الحميد أبو زيد، جاءت من الجزائر منذ أيام، هي التي سمحت بتأكيد مقتل أبو زيد على اعتبار أن الجزائر، وفق الصحيفة، تملك عينات أحماض نووية لأقارب أبو زيد، ما سمح بمقارنتها بطلب من فرنسا بالعينات المأخوذة على الجثة التي خلفتها معارك الجيش الفرنسي بالمنطقة نهاية فيفري الماضي. ويشكل مقتل الأمير الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، أحد أبرز قادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وفق ما نقلته الصحيفة، مرحلة مهمة في مكافحة الإرهاب بالساحل، حيث أفردت “لوموند" أيضا مساحة للحديث عن المسار الذي اتخذه أبو زيد في نشاطه الإرهابي. وقالت الصحيفة، في هذا الإطار، أن عبد الحميد أبو زيد، البالغ من العمر 46 سنة، واسمه الحقيقي “محمد غديري"، كان منفذ اختطاف سبعة موظفين من بينهم خمسة فرنسيين، في شركتي “أريفا" و«ساتوم" في موقع “أرليت" بالنيجر خلال شهر سبتمبر من سنة 2010. وأكدت الصحيفة أن هذا الأمير في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، كان قد اتخذ من جبال “إيفوغاس" بمالي معقلا له من خلال إجراء تحالفات مع بعض القبائل الترقية، وذلك بهدف إرساء قاعدته اللوجيستية في هذه المنطقة المعزولة من الساحل، وذلك فضلا عن إرساء معسكرات تدريب ورهائنه الكثيرين وفق تعبير الصحيفة دائما. وكانت المعلومات غير الرسمية التي تحدثت في وقت سابق عن مقتل عبد الحميد أبو زيد قد بقيت دون تأكيد رسمي، قبل صدور بيان الإليزية بهذ الخصوص أمس السبت، كما سبق للرئيس التشادي إدريس ديبي أن تحدث أيضا عن مقتل أبو زيد في مالي، لكن دون تأكيد السلطات الفرنسية هذه المعلومات أثناء صدورها في الفاتح مارس من السنة الجارية 2013.