أكدت الرئاسة الفرنسية مقتل الإرهابي عبد الحميد أبو زيد، نائب أمير الصحراء في ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، في عملية عسكرية بشمال مالي قبل أيام. وقالت صحيفة فرنسية واسعة الانتشار إن الجزائر أجرت اختبارات الحمض النووي على الجثة وتبين مطابقتها مع بيانات عائلة غديري محمد (أبو زيد). أعلنت الرئاسة الفرنسية، أمس، أن ''الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يؤكد بشكل قطعي مقتل عبد الحميد أبو زيد في معارك قادتها القوات الفرنسية بجبال أدغاغ إيفوغاس نهاية فيفري الماضي''. وقال بيان للإليزي إن العملية ''تمثل مرحلة مهمة في مكافحة الإرهاب في الساحل''. وقبل صدور البيان الرسمي الفرنسي، أوردت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية في عدد أمس، أن الإرهابي ''أبو زيد''، نائب أمير فرع الصحراء في تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، قتل بالفعل خلال العمليات التي يشنها الجيشان الفرنسي والتشادي في جبال تيغرغار في شمال مالي. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصادر رسمية أن أجهزة الأمن الجزائرية تكون قد أبلغت نظيرتها الفرنسية بأن الجثة التي جرى العثور عليها في جبال إيفوغاس تعود لأبو زيد. وذكر المصدر الفرنسي أن التأكيد بشأن مقتل ''أبو زيد'' ورد من الجزائر منذ خمسة أيام، بعد عمليات مطابقة لبيانات تخص الجثث التي عثر عليها في جبال إيفوغاس، والتي أخذ منها الجنود الفرنسيون عينات عضوية. وأفادت المصادر ذاتها بأن باريس طلبت رسميا من الجزائر مطابقة فتات من الحامض النووي لعائلة أبو زيد، ما سمح بتحديد هويته، وهو ما سبق أن أشارت إليه ''الخبر'' في أعدادها السابقة. ويبدو أن اكتفاء الجهات الرسمية الفرنسية بتأكيد مقتل ''أبو زيد'' يعني أنها لا تملك ما يدلل رسميا على مقتل الإرهابي ''مختار بلمختار''، الذي بدوره قالت حكومة تشاد إنه قتل في هجوم قادته قواتها البرية التي تساند الجيش الفرنسي في شمال مالي. وقد تضاربت الأنباء في وقت سابق حول مصير كل من القياديين في تنظيم ''القاعدة'' مختار بلمختار وعبد الحميد أبو زيد، بعد نشر وسائل إعلام نفس الصورة، لكنها لم تجمع على رأي واحد حول صاحب الجثة إن كان بلمختار أو أبو زيد. ويعتقد أن عبد الحميد أبو زيد لقي مصرعه أثناء مواجهات وقعت في 22 فيفري في منطقة أدرار شمالي مالي، وقال الجيش التشادي حينها في بيان له إن ''القوات التشادية في مالي دمرت بشكل كامل القاعدة الأساسية للجهاديين في جبال أدغاغ إيفوغاس وبالتحديد في وادي أميتيتاي''، ثم انفردت الحكومة التشادية بإعلان مقتل القياديين معا، لكن دون أن تؤكد ذلك لا باماكو ولا باريس ولا الجزائر.