قدمت الفنانة المسرحية “ريم تاكوشت" مونولوغها “الغالية" أو “السواد في الأمل"، أول أمس، بقاعة ابن خلدون، وهو عمل من إخراج “جمال فرمي". المونولوغ الذي يعتبر الثاني للفنانة المسرحية، جمع بين مواضيع عدة تتعلق بعلاقة الإنسان بالوطن، يناجي الطفولة ويضع الأصبع على “الغابة" التي أصبحنا نعيش فيها، حيث يأكل القوي الضعيف. العرض المسرحي الذي حصد جائزة في تونس، وجائزة “كلثوم" في مهرجان عنابة، دام ساعة ونصف، نقلتنا من خلاله “ريم تاكوشت" في رحلة زمنية بين الماضي والحاضر، من عهد الأنفة والرجولة إلى زمن البغض والمشاعر “السوداء"، الذي يهان فيه أصحاب الحق ويشاد بأصحاب الباطل. اللغة في المونولوغ تراوحت بين العربية الفصحى، الدارجة والفرنسية، وحول هذه النقطة قالت الممثلة “هذه اللغة فرضت نفسها بنفسها، تغير النص وتطور حسب تطور شخصية الغالية، وهكذا حصل التنوع بين ثلاثة نصوص حسب تغير الموضوع بين الشباب، الرغبة، الجذور والذاكرة"، عبر الصندوق الذي مثل ذكريات صاحبته وماضيها.. ومن خلال الشجرة مقطوعة الأغصان التي تواجه المستقبل المجهول بكل شجاعة، بنت الفنانة ديكورها لتتحرك بكل حرية على الركح، متنقلة من موضوع إلى آخر لتذكرنا بماضي “الغالية" السعيد وتتساءل عن مستقبلها الباهت، وكذا مستقبل أولادها الذين اختاروا “الحرقة" للهرب من الواقع المر بحثا عن نافذة أمل غير آبهين بالموت.