استمتع جمهور فضاء ''ألف نيوز ونيوز''، مساء أمس، في أول جمعة من جمعات السينما بعرض ''موريتوري''، الفيلم الذي جدلا في تاريخ السينما الجزائرية، لنقله تراجيديا المأساة الجزائرية للعشرية السوداء دون أي روتوشات أو إضافات أو تأويلات سياسية، حيث عمد المخرج إلى توظيف صورا حقيقية ومشاهد دموية مروعة لتفجيرات ومجازر جماعية· قصة الفيلم الفيلم يروي قصة محافظ شرطة متخصص في قضايا مكافحة الإرهاب في التسعينيات سنوات الفوضى، الدم، الجنون، مرحلة اللغة الوحيدة المستعملة فيها هي لغة السلاح، يعمل بمساعدة فريق متكون من ضابط ومفتشي شرطة يقضي وقت عمله في التنقل بين الأحياء الشعبية والأحياء الراقية والملاهي الليلية في محاولة منه لفك خيوط شبكة إرهابية تنشط على مستوى الجزائر العاصمة كانت وراء عدة عمليات إرهابية من اغتيالات بشعة وتفجيرات أحدثت رعبا كبيرا لسكان العاصمة، معرّضة بذلك حياة المواطنين الذين جعلتهم يعيشون رعبا دائما بما فيهم عائلة ''لوب'' محافظ الشرطة وبطل القصة· أول خيط لبداية تحقيقه هو اختفاء ''صبرينة'' بنت أحد أرباب المال والأعمال، وهي فتاة متحررة تسكن إحدى أرقى الأحياء العاصمية، يقع في حبها أحد أفراد الجماعة الإرهابية التي يتمكن ''لوب'' من فك خيوطها بدءا من أصغر عضو وصولا إلى الرأس المدبرة ليكتشف في الأخير أنه كان ضحية مؤامرة المافيا المالية والسياسية التي كانت لها علاقة بالإرهاب· ورغم نزاهته وإخلاصه في العمل، إلا أنه يحال على التقاعد المسبق لأسباب مبهمة ومفتعلة، بسبب كتاباته الأدبية ليغتال في الأخير على يد مجهولين بقلب العاصمة وأمام مرأى الجميع· قراءة في الفيلم الفيلم عبارة عن معالجة جريئة وشجاعة لمرحلة مرت بها الجزائر سميت بالعشرية السوداء أو مرحلة من يقتل من؟ هذه الفترة التي اعتبرت خطا أحمر لا يمكن تخطيه سينمائيا ومن الطابوهات التي لا يمكن كسرها، حيث خرج الفيلم عن النمطية والأطروحات التقليدية التي ألفها المشاهد الجزائري في الأفلام التي عالجت قضية الإرهاب من حيث علاقة الإسلاميين وحدهم بالإرهاب، وهو الجديد الذي أتى به الفيلم فضح علاقة المافيا المالية والسياسية بالإرهاب، كما كشف عن حقيقة طالما عملت الأفلام الأخرى على تكريسها في ذهن المشاهد الجزائري من خلال معالجتها السطحية، وهي أن الإرهاب كان وليد الأحياء الشعبية الفقيرة والأكواخ القصديرية، في حين كانت له علاقة وطيدة بالأحياء الراقية والملاهي الليلية التي استغلته لتصفية بعض حساباتها· وما يؤخذ على الفيلم هي لغة الحوار التي كانت جملة بالفرنسية وأخرى بالعربية وأحيانا بالدارجة، رغم قوة الحوار الذي اعتمد في الكثير من الأحيان على فقرات منقولة حرفيا من رواية ياسمينة خضرا الذي قدم حوارات ومواقف تطرح قضايا هامة قلما نجدها في الأفلام الجزائرية الأخرى· البطاقة الفنية للفيلم ''موريتوري'' -- النص مقتبس عن رواية الكاتب الجزائري المقيم بفرنسا ''ياسمينة خضرا'' الصادرة سنة 1997 بفرنسا· -- إخراج ''عكاشة تويتة''· -- سناريو وتنفيذ المنتج والمخرج ''بشير درايس''· -- التمويل، شاركت في تمويله وزارتا الثقافة ؟ ؟ الفرنسية والجزائرية، مركز دعم الإنتاج السينمائي والتلفزيون الجزائري· -- ميزانية الإنتاج، 700 ألف يورو، ما يعادل حوالي سبعة مليون دينار جزائري· -- سنة التصوير، 2004 و.2005 -- سنة العرض الشرفي، .2007 -- البطولة، ميلود خطيب وعز الدين بورغدة· -- تمثيل، بوعلام بناني، أحمد بن عيسى، رشيد فارس، مليكة بلباي، سيد علي كويرات، سيد أحمد أفومي وقاسي تيزي وزو· -- الجوائز ، حصد الفيلم عدة جوائز دولية بمهرجانات ''جنيف، مونبلييه وهولندا'' سنة .2007