حسب المعلومات التي بحوزتي فإن أصحاب المبادرة هم من الشباب، فلا وزن لهم لأنهم ليسوا من مناضلي الحزب، وهذه هي مشكلة بلخادم الذي يولي اهتماما للكل ما عدا مناضلي الجبهة، وهذا ليس بجديد عليه، لأن الرجل لديه على ما يبدو عقدة مع المناضلين ويتعمد التعامل مع غير المناضلين، وغالبا ما يولي بلخادم اهتماما بالعناصر الجديدة على الحزب. هم شباب رغبوا في مساندتهم للأمين العام السابق للحزب، وهذه المجموعة حرة في ذلك، لكن ما لفت انتباهنا إلى نقطة أشار إليها بلخادم حسب ما قيل لي عن البيان، هي أنه طلب عدم حل هذه اللجنة رغبة منه في تحويلها إلى لجنة مساندة له في ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما يثبت ما قلناه في الرجل بأنه يريد استغلال الحزب لتحقيق طموحات سياسية انتخابية، وبالنسبة لنا فهذه تدخل في إطار شطحات بلخادم لدفع جهات إلى دعمه. هذا السيناريو تفطنّا له، وبدأ التحضير له من قبل بلخادم ومناصريه في اليوم نفسه الذي سحبت فيه الثقة منه، بدليل أنه ألح وأصر على انتخاب أمين عام في نفس الدورة رغبة منه في إعادة انتخابه، لاعتقاده أن المصوتين له سيعيدون التصويت لصالحه، وانتبهنا إلى المؤامرة في وقتها، لذلك لم نقبل بما كان يدعو إليه، لأننا استغربنا إلحاحه وشككنا في أن الأمر فيه إنّ. والذي لا يخدم بلخادم، عكس ما كان يعتقد، هو أنه اعتمد في دعمه على دخلاء اللجنة المركزية ممن لم تتوفر فيهم الروح النضالية الحقيقية وغالبتهم من رجال المال، حيث سمح لهم بلخادم بتشكيل لوبي لشراء المناصب في مجلس النواب وفي مجلس الأمة وحتى في الحزب نفسه، ليصبحوا أعضاء في اللجنة المركزية، باعتبارها أكبر هيئة في الجبهة في ظرف قياسي قصير. ونحن نؤكد أنه من المستحيلات ترشح بلخادم مرة أخرى لرئاسة الأفلان، لأنه انتهى في الحزب وأصبح يعد من الماضي، وكل الذين يقفون وراءه يستغلونه فقط لتحقيق أغراض ومصالح شخصية لا أكثر، وهم لوبي المال، هم من يتحركون حاليا لعودة بلخادم لأنه الأفضل لضمان استمرار وخدمة مصالحهم . وأؤكد من هنا أن انعقاد اللجنة المركزية لن يتم إلا بعد عودة رئيس الجمهورية إلى الوطن، وغالبية أعضاء اللجنة مع هذا الطرح، باعتبار رئيس الجمهورية هو الرئيس الشرفي للحزب. كما أؤكد أن مناصري بلخادم في اللجنة المركزية تراجع عددهم، بدليل أن عبد الرحمان بلعياط الذي كان من بين المتحمسين لعودة بلخادم تراجع عن موقفه الداعم لبلخادم، حيث كان من بين المعارضين لفكرة بلخادم ومن معه على عقد دورة اللجنة المركزية هذه الأيام، وأبدى معارضته لالتفاف أصحاب المال وراء بلخادم، الذين سيتم تصفيتهم من صفوف الحزب كما تمت تصفية بلخادم من رئاسة الحزب. وأود أن أشير إلى شيء اعتدنا عليه من الأمين العام المخلوع، هو أنه لم يتخل عن عادته وسلوكياته المتمثلة في حبه لأصحاب “الزرد" الذين تعودوا على التوافد على إقامته كما لو كانت زاوية، يلهث إليها أصحاب المصالح الضيقة، وهو ما يؤكد مرة أخرى أنه ليس في مستوى قيادة الحزب.