بلخادم اتهم المعارضين له بالتشويش وأغلق الحزب في وجوههم وسحب الأختام من محافظي الحزب وسلمها لرؤساء القوائم.. لأن ثقة بلخادم في رؤساء القوائم أكبر من ثقته في محافظي الحزب! هذا هو الوضع الذي أصبح عليه الحزب الآن.. حزب محافظوه مشوشون.. ولجنته المركزية خارجة عن القانون والقانوني الشرعي الوحيد هو بلخادم! إذا كان هؤلاء الذين تمردوا على بلخادم اليوم بعد كارثة القوائم هل الذين انشقوا عنه منذ سنوات كانوا أيضا من المشوشين؟! بلخادم الآن يبذل مجهودات كبيرة لإقناع الرئيس بوتفليقة بأن الغاضبين هم فقط قلة مشوشة.. هدفها التشويش على الانتخابات.. وبلخادم هو وحده الذي يضمن نجاح الانتخابات.. ويستخدم بلخادم في هذا التضليل وسائل عدة وقنوات متعددة لأن بلخادم يعرف حساسية الرئيس بوتفليقة لموضوع الانتخابات وموضوع خسارة الجبهة.. ولهذا يعزف بلخادم لحن التشويش في وجه هؤلاء الذين يريدون فقط إنقاذ الجبهة من بلخادم الذي بات يعمل لحساب من يعتقد أنهم بإمكانهم إيصاله إلى كرسي الرئاسة! التاريخ يذكر لبوتفليقة أنه أنقذ الجبهة من الانهيار عدة مرات.. وأعادها إلى الصدارة لأنه بالتأكيد لا يريد أن تموت الجبهة في عهده.. فهو الذي قال سنة 1999: "سأظل جبهويا سواء كنت مهمشا أو مهيكلا"! صحيح أن بوتفليقة ترشح للرئاسة حرا لكن هواه كان دائما مع الجبهة. بلخادم الآن كل همه هو أن يقنع الرئيس بأن حركة الإطاحة به قبل الانتخابات هو قفز في المجهول بالانتخابات وبالجبهة.. والحال أن بقاءه على رأس الجبهة بعد هذا الذي هو حاصل الآن في الحزب هو القفز الفعلي في المجهول! هل يعقل أن يذهب الرئيس بوتفليقة إلى الانتخابات بجبهة حالها في علاقة الأمين العام باللجنة المركزية كحال مصالي مع اللجنة المركزية سنة 1954 في حركة انتصار الحريات الديمقراطية! واضح أن فكرة التشويش التي يرفعها بلخادم في وجه الثائرين عليه هدفها إنهاء دور الجبهة ليس في الانتخابات الحالية بل في الانتخابات الرئاسية القادمة.. وهو بذلك يعمل لحساب من لا يريد للرئيس بوتفليقة أن يكون له أي دور في رسم مسار الرئاسيات القادمة! هذا هو الرهان الذي يلعب عليه بلخادم الآن لحساب غيره وليس لحسابه أو حساب الرئيس! الرئيس بوتفليقة هو الذي صنع بلخادم وأعطاه ما لم يكن يحلم به ومع ذلك ارتكب بلخادم هذه المناكر في الحزب ولم يتورع في نسبتها للرئيس.. وهو الآن يريد أن يؤكد ما قام به من مناكر على أنه بريء منها من خلال وصف الرافضين لهذه المناكر بأنهم مشوشون! ليت بلخادم كانت له أخلاق عبد الحميد مهري وقام بتسليم الأمانة إلى أهلها وبسرعة مساعدة للرئيس بوتفليقة الذي أعطاه كل شيء ولم يأخذ منه أي شيء. كل المناضلين الشرفاء في هذا الحزب التاريخي يتمنون من الرئيس أن ينقذ الجبهة مرة أخرى من هذا البلخادم ومن الذين يقفون وراءه! لأن التشويش الحقيقي هو هذا الذي ينجزه بلخادم في هذا الحزب لفائدة خصومه الظاهرين والمستترين! فاللعبة مكشوفة واللاعب استهلك قبل أن يلعب لعبته!