أعاب، أمس، رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، على المقررات الدراسية التي تنتهجها المدرسة الجزائرية واعتبرها كلاما تجريديا لا يؤهل حامل البكالوريا لملء استمارة في البلدية، على غرار مقررات التربية المدنية والإسلامية، منتقدا في الوقت ذاته منظومة التربية بالجزائر التي تواجه عزلة مصطنعة عن محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بسبب قدم وعدم تلاؤم التشريعات التي تحكمها وتضخم حشود التلاميد والطلاب بدون متابعة أو توجيه. أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، خلال مداخلته في اليوم البرلماني حول مخرجات التعليم والاقتصاد الوطني “الواقع والتحديات"، أن مؤسسات التكوين المدرسي والجامعي بالجزائر تعيش عزلة مصطنعة عن محيطها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بسبب قدم وعدم تلاءم التشريعات التي تحكمها، بالإضافة الى انعدام وسائل التثقيف خارج المدرسة التي يقتصر المتوفر منها على ترجمة ما ينتج في أوروبا و أمريكا. وانتقد ولد خليفة بشدة مقررات المنظومة التربوية، مؤكدا أن مقررات مادتي التربية المدنية والإسلامية كلام تجريدي لا يؤهل حامل شهادة بكالوريا على ملء استمارة طلب في البلدية. وعن التعليم العالي أوضح ولد خليفة أن هناك تغييبا للخبرة الوطنية من أغلب المشاريع التي توكل لمكاتب الدراسات والخبرة الأجنبية، مضيفا أنه من الصعب نقل الخبرة العلمية والتكنولوجية في ظل استمرار الجزائر في استيرادها جاهزة. كما أكد ولد خليفة أن تكرار محاولات الإصلاح في فترة قصيرة من شأنه تحويل مؤسسات التربية والتكوين والبحث إلى فئران تجارب، بدون منظور استراتيجي لقطاع يعتبر قاطرة التنمية ورهانها السياسي. وأضاف رئيس المجلس الشعبي الوطني أن منظومة التربية والتعليم كلها تقع في صميم إشكالية التخلف الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وهي مطالبة من جهة بتصميم حاضر ومستقبل مغاير للواقع. وعلى النظام التربوي والجامعي أن يختار إما الاقتصار على تكوين نخبة الامتياز وإما النشر الأفقي للتعليم والتكوين العالي.