أجمع التقنيون الجزائريون، الذين حضروا ألعاب البحر المتوسط بمرسين التركية، على أن المشاركة الجزائرية في هذه التظاهرة التي اختتمت أمس الأحد، كانت أكثر من إيجابية، بمجموع 26 ميدالية (9 ذهبيات، فضيتان و15 برونزية). وقد دوى النشيد الوطني لأول مرة في الألعاب بفضل رياضة الملاكمة التي أهدت الجزائر أولى ميدالياتها الذهبية، بعد بداية صعبة ميزها الاكتفاء بثلاث برونزيات حصل عليها رياضيو الجيدو. وتألقت الملاكمة الجزائرية بالمناسبة من خلال التتويج بخمس ذهبيات، وهو إنجاز تاريخي لم يسبقه مثيل منذ الألعاب المتوسطية سنة 1967 بتونس. وشارك المنتخب الوطني للملاكمة في الموعد التركي بعشرة ملاكمين، وتمكن من احتلال الصدارة حسب الفرق، باعتبار أنه حصد خمس ذهبيات وبرونزية واحدة، متقدما على إيطاليا (ذهبيتان وفضية وأربع برونزيات) وتركيا (ذهبية وأربع برونزيات وثلاث فضيات). وفي تقييمه لدورة الملاكمة من الطبعة المتوسطية ال17، عبر المدير الفني الوطني مراد مزيان لوكالة الأنباء الجزائرية عن ارتياحه الكبير لهذا الإنجاز التاريخي. مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يتمكن فيها منتخب من حوض المتوسط من تحقيق مثل هاته النتائج، ما مكن المنتخب الوطني من إنهاء المسابقة، ولأول مرة في تاريخه، في قمة الترتيب حسب الفرق. من جهته، وصف المدير الفني الوطني للجيدو سليم بوطبشة، حصيلة فريقه (رجال وسيدات) بالجيدة بعدما أنهى الألعاب وفي رصيده ثلاث برونزيات. وقال بوطبشة لوكالة الأنباء الجزائرية أن مصدر هذا الارتياح هو المعايير التي تم الاعتماد عليها في عملية اختيار الرياضيين المشاركين، والتي تستند إلى سنهم وأخرى تقنية محضة. وكان المنتخب الوطني للجيدو قد حصل على خمس ميداليات برونزية خلال الألعاب المتوسطية السابقة 2009 ببيسكارا. وصدقت تكهنات رئيس الاتحاد الجزائري لألعاب القوى، عمار بوراس، عندما عبر عن ثقته بصعود رياضييه على منصة التتويج قبل انطلاق منافسات أم الرياضات بمرسين، بعدما نال المنتخب الجزائري عشر ميداليات، منها أربع ذهبيات بفضل: كنزة دحماني (10.000 م) وأمينة بطيش (3000 موانع) ورابح عبود (5000 م) وياسمينة عمراني (السباعي). وشارك الفريق الجزائري في هذه الدورة ب19 رياضيا في الصنفين ذكور وإناث، معدل عمرهم لا يتجاوز 24 سنة. وصرح بوراس لوكالة الأنباء الجزائرية: "نحن أكثر من مسرورين بنتائج رياضيينا. كنا نراهن على ذهبيتين فقط، فإذا بنا نحصد الضعف، إنها حصيلة مشجعة للغاية". واكتفى المنتخب الجزائري في الطبعة السابقة ببيسكارا بذهبية واحدة فاز بها عنتر زرق العين (1500م) وأخرى برونزية من نصيب كنزة دحماني (100م). ومكنت نسخة مرسين أيضا الرياضيين الجزائريين الشبان من الاحتكاك بمنافسين من المستوى العالي، ومع ذلك رفعوا التحدي وصعدوا على منصات التتويج بحصولهم على برونزيات، على غرار معتز جديات (المصارعة) ووليد بيداني (رفع الأثقال) ومحمد بوديس وحماديني ميسيبسا (الكاراتي).