سيكون الجمهور القبائلي، سهرة غد الجمعة، بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، على موعد مع العرض العام لمسرحية جديدة ناطقة بالأمازيغية بعنوان "أكال ذيذامن" بمعنى "الأرض والدم"، للمخرج المسرحي عمر فطموش، والتي اقتبسها من رواية مولود فرعون. قد جسد عمر فطموش وعده الذي قطعه على مسؤولي المسرح الجهوي كاتب ياسين بالانتهاء من المسرحية في أقرب الآجال وعرضها أمام الجمهور في الأيام الأولى من شهر جويلية، خصوصا أن هذه المسرحية ينتظرها عشاق الفن الرابع بتيزي وزو بفارغ الصبر، بعدما تم تجسيد نفس الرواية "الأرض والدم" في مسرحية شهر مارس المنصرم باللغة العربية، وما خلفه ذلك من انتقادات كبيرة على خلفية الفشل الذي حققته، لاسيما ما تعلق بالقصة الحقيقية والبيئة الاجتماعية القبائلية التي كانت مختلفة بنسبة كبيرة مع تلك التي يتطرق إليها الكاتب الروائي مولود فرعون في روايته. وسبق أن وعد عمر فطموش الجمهور أن تكون هذه المسرحية الناطقة بالأمازيغية مفاجأة الجميع، وذلك باحترام كلي للنص الأصلي والقصة الحقيقية للرواية، والاحتفاظ بالشخصيات ومجريات الأحداث، وأن يترجم الرواية على الخشبة بوفاء كلي.. وينتظر الجمهور من عمر فطموش تجسيد وعوده فوق الخشبة. ويروي هذا العرض المسرحي قصة "عامر" الشخصية الرئيسية في هذه المسرحية، وهو شاب من قرية بمنطقة القبائل يهاجر إلى فرنسا خلال النصف الأول من القرن الماضي لسد احتياجات عائلته المعوزة. وبعد اتهامه بقتل أحد أقاربه داخل منجم للفحم حيث كانا يعملان معا، قرر عامر الذي تزوج من ابنة هذا الأخير تدعى "ماري" العودة إلى أرض الوطن، حيث كانت تنتظره مأساة أخرى تعكس جانبا حيا من العادات السائدة بمنطقة القبائل التي تؤكد مدى أهمية الإنجاب من طرف الأزواج للطموح في الحصول على ميراث العائلة والحفاظ على استمرارها، حيث أن الاعتقاد السائد يقول إنه لا توجد مصيبة أشد من الموت دون ترك ورثة. وللتخلص من هذا المصير الذي لا تحسد عليه فإن النساء العاقرات، على غرار شخصية "حمامة" في المسرحية، يلجأن إلى تزويج أزواجهن ثانية بغرض إنجاب طفل يضمن استمرار اسم العائلة. وعقب عودته إلى القرية قام "عامر" بشراء الأراضي التي باعها والده، لكنه لم يفلح في تجنب الوقوع في "الفخ" الذي نصبته له والدته وحماة ابن عمه سليمان (العاقر) حتى تكون له علاقة حميمية مع شابحة، وهي زوجة سليمان، بهدف إنجاب طفل يرث العائلة. وسرعان ما يكتشف سليمان هذه الفضيحة ويقدم على قتل ابن عمه عامر. وفي اليوم الموالي من وقوع الجريمة، ولدى نقل جثمان عامر وسليمان، تقوم زوجة الأول "ماري" بإلقاء حزامها على التابوت لتعلم سكان القرية بأنها حامل، وأن خلافة عامر مضمونة.