يشتكي العديد من الموظفين بمديرية الخدمات الجامعية حسناوة، بتيزي وزو، من الاعتداءات والتهديدات والاستفزازات التي يتعرضون لها داخل مكاتبهم، والتي تقف وراءها مجموعة من الطالبات اللواتي أنهين الدراسة لكنهن مازلن يفرضن أنفسهن على الإقامات الجامعية بباسطوس باسم اللجنة المستقلة وممثلات القاطنات، رغم أن القوانين تمنع ذلك، ويحدث هذا بعلم المسؤول الأول عن المديرية الذي لم يتدخل. لاتزال مجموعة الطالبات "المافيويات" بالإقامة الجامعية باسطوس، تزرع الرعب في الحرم الجامعي أمام صمت المسؤولين على جميع مستوياتهم، رغم أن أغلب ما يسمين أنفسهن "طالبات" تخرّجن وأنهين الدراسة. فبعد أن نجحن في السيطرة على زرع الرعب والخوف في نفوس الطالبات القاطنات بالأحياء الجامعية الثلاثة بباسطوس، تحولن إلى استهداف الموظفين بمديرية الخدمات الجامعية. وكشفت إحدى الموظفات الضحايا تدعى "م. ش"، تشتغل بمصلحة المالية ومسؤولة سابقة عن مصلحة المنح، أنها تعرضت لمحاولة اعتداء من طرف أربع طالبات "مزيفات" داخل مكتبها بدون أي سبب. وأكدت أن عملية الاعتداء جاءت بعد الاجتماع العام الذي عقده الفرع النقابي وتمخض عنه تقرير مفصل يدين طريقة تسيير المديرية ويندد بعدة تجاوزات، محملا المدير عامري علي مسؤولية الوضعية غير المحتملة. وكشفت الضحية أنها تفاجأت وهي بصدد مزاولة عملها باقتحام أربع طالبات معروفات يحاولن الاعتداء عليها جسديا أمام مرأى الجميع بمن فيهم أعوان الأمن. وأضافت الضحية أنها تعرضت أيضا إلى تجاوزات واعتداءات خطيرة تمس شرفها وكرامتها، كاشفة أنها تفاجأت بإلصاق رسوم كاريكاتورية داخل أروقة مديرية الخدمات الجامعية حسناوة، وخصوصا أمام مدخل مكتبها، تمس بشرفها وتسخر منها بطريقة غير أخلاقية، وتحمل الرسومات توقيع "اللجنة المستقلة باسطوس". ولم تهضم الضحية موقف مدير الخدمات الجامعية حسناوة، عامري علي، الذي لم يكلف نفسه عناء التدخل للدفاع عنها ووضع حد لهذه التجاوزات التي تحدث داخل مقر مديريته، والتي تمس بشرف الموظفين، مشيرة إلى أن وفدا من أعضاء الفرع النقابي اجتمعوا بالمدير وطالبوه بتقديم تفسيرات حول إهانة موظفة والمساس بشرفها، "للأسف لم يتدخل ولم يأخذ أي إجراءات رغم أن الفاعلات معروفات". وصرحت الضحية أنها لمست وجود تواطؤ من طرف المسؤولين وتأكدت من أن تلك الطالبات تم تحريضهن للقيام بهذا "الفعل المشين والمهين"، خصوصا أن مقر مديرية الخدمات الجامعية حسناوة يضم أعوان أمن.. "كيف يمكن تعليق صور مهينة داخل المقر دون علم المسؤول الأول الذي يرفض التدخل؟!". ولم تجد الضحية أي وسيلة أخرى للدفاع عن نفسها وصيانة كرامتها إلا اللجوء للعدالة، حيث أكدت أنها رفعت شكوى لدى مصالح الأمن ورفع دعوى قضائية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تيزي وزو ضد الأربع طالبات اللواتي حاولن الاعتداء عليها. ومن جهة مقابلة، عملت "الجزائرنيوز" من مصادر من مديرية الخدمات الجامعية حسناوة، أن هذه المجموعة من الطالبات "المزيفات" يتعاملن بطريقة علنية مع المدير عامري علي ويعقدن اجتماعات معه ومع مدراء الأحياء الجامعية الثلاثة بالحرم الجامعي باسطوس، رغم أنهن لم يعد تربطهن أي علاقة مع الجامعة وأن القوانين تمنع ذلك بعد أن أنهين دراستهن، حيث يتساءل الموظفون أي قانون يعتمده المسؤولون للقيام بمثل هذه التجاوزات؟ وكيف يتجرأ مدراء أحياء باسطوس على السماح لهن باستغلال غرف جماعية ويتحدثن باسم القاطنات في مختلف الاجتماعات؟. كما وجه الموظفون نداء إلى الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، وطالبوهما بفتح تحقيق حول طريقة تسيير المديرية واستغلال هذه المجموعة من الطالبات "المزيفات" لتخويف وترهيب العمال والموظفين والطلبة، خصوصا أن تقارير ومحاضر اجتماع تم إمضاؤها من طرف المسؤولين مع هذه المجموعة في عدة مناسبات، رغم أن الحي الجامعي باسطوس يتضمن لجنة مستقلة شرعية. وأكثر من ذلك، تشير وثائق رسمية بحوزتنا نسخ منها إلى أن مدير الخدمات الجامعية حسناوة، عامري علي، صادق على محضر تنصيب إحدى طالبات هذه المجموعة في منصب دائم بالمديرية، وتحمل الوثيقة رقم 147/DOUH/2013 موقعة بتاريخ 3 فيفري 2013.. ووثيقة ثانية بحوزتنا تحمل رقم 152/DOUH/2013 تشير إلى منح منصب شغل ثان لشقيق نفس الطالبة تم تنصيبه في نفس اليوم مع شقيقته وفي نفس المديرية. وتفتح قرارات توظيف هذا النوع من الطالبات المعروفات بالوسط الجامعي بتيزي وزو أفراد عائلتهن بمديرية الخدمات الجامعية عدة تساؤلات، خصوصا أنه في كل مرة يتم شن حركات احتجاجية بحي باسطوس من طرف القاطنات أواحتجاج العمال أوإصدار بيانات تنديدية، تتدخل هذه المجموعة من الطالبات "المافيويات" لتحبط الاحتجاج مساندة للمدير عامري علي، ووصل الأمر في الكثير من الأحياء إلى الاعتداء جسديا على الطالبات والموظفين، خصوصا عضوات اللجنة المستقلة الشرعية للحي مثلما تنقله تقارير الطب الشرعي التي بحوزتنا نسخ منها، والتي سبق أن نشرناها في تحقيق سابق. وقد حاولنا، أمس، الاتصال بمدير الخدمات الجامعية حسناوة، عامري علي، لرصد رأيه حول هذه التجاوزات.. في البداية قاطع اتصالنا مرتين، وفي حدود الثانية والنصف زوالا اتصل بنا وأخبرناه بهدف اتصالنا وطلبنا منه إبداء رأيه حول هذه القضية، إلا أنه امتنع عن الحديث في الهاتف حول هذا الموضوع، وطلب منا مقابلته يوم الخميس القادم. ورغم إلحاحنا أن المقال مستعجل إلا أنه رفض الخوض في الموضوع.