إستمتع الجمهور القبائلي، سهرة أول أمس، بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، على مسرحية فكاهية ساخرة بعنوان "المنزل"، من تقديم الجمعية الثقافية ملتقى الفنون، التي تناولت موضوعا اجتماعيا يجسد فوق الخشبة طبيعة العائلة القبائلية في السلوكات اليومية والعادات المعيشية وينقل المشاكل الاجتماعية التي يواجهها الزوجان. مسرحية "المنزل" ألفها وأخرجها المسرحي عبد الكريم أعراب، جسدها فوق الخشبة ثلاثة كوميديين بقيادة المخرج الذي تقمص دور المرأة وردية باللباس القبائلي التقليدي بألوانه المتنوعة وشكله المعروف. جسدت المسرحية داخل منزل بقرية قبائلية بقالب فكاهي، تناولت قصة الزوجان دا أرزقي ووردية. بدأت المسرحية بعودة دا أرزقي إلى منزله بالقرية عائدا من المهجر بعد 40 سنة من الغربة قضاها بفرنسا، حيث كان يعمل كنادل في حانة تاركا زوجته وردية مباشرة بعد زواجهما وحيدة في القرية لمدة أربعة عقود تعاني كل أنواع القهر والظلم من طرف عائلة زوجها، ما دفعها لتغير طريقتها وتفرض قوتها لتواجه الواقع التسلطي الذي تعيشه. دخل دا أرزقي المنزل وبدأ يستحضر الذكريات العائلية وسنوات الشباب، واستغرب لعدم تغيير أي شيء لا في البلاد ولا في قريته ولا حتى في منزله. وبعد فترة، دخل المنزل الراعي بلعيد وهو الشخص الوحيد في القرية الذي يقدم يد العون والمساعدة لوردية، حيث يرعى لها الغنم ويقضي لها حاجياتها من السوق، وتفاجأ بوجود شخص غريب بالمنزل بهيئة أنيقة، وعندما عرف هويته أبدى فرحته وسعادته. دا أرزقي لم يجد زوجته وردية في المنزل، وكانت المفاجأة عندما دخلت أخبرها بلعيد بالخبر معتمدا طريقة ساخرة وفكاهية أضحك الجمهور الغفير الذي اكتظت به القاعة. في البداية استغربت وردية من يكون دا أرزقي؟ بعد أن قطعت الأمل في عودة زوجها بعد 40 سنة في الغربة، وعندما عرفت الحقيقة سارعت إلى المرآة لوضع بعض مواد التجميل في وجهها لاستقبال زوجها. الزوجان شعرا بالخجل والحسرة بسبب طول مدة الفراق ولم يتمكن أي أحد الحديث مع الآخر، لكن بعد فترة من الحديث الداخلي مع ذاتيهما، قررا الخروج عن صمتهما، وتبادلا الحديث، حيث اعتذر دا أرزقي من وردية وطلب منها السماح من كل ما فعله بها وتركها لوحدها، ووردية لم تتأخر في سماحه وصرحت له أن رغم الفراق إلا أن الحب لا يزال قويا، وهو تجسيد لطبيعة المرأة القبائلية. لكن سرعان ما تحولت الأمور إلى صراع، حيث اكتشف دا أرزقي زوجته أصبحت "فرعون القرية" وتلقب ب«وردية إمازيغن" كونها مناضلة ومدافعة على حقوقها وتقاليدها وأصالتها. وانتابه شعور غريب وسخط شديد عندما أخبرته أنها اعتدت جسديا على والده، وبدأت المشاكل العائلية تطفو على السطح. وتواصلت أحداث المسرحية بطريقة فكاهية حيث فرضت وردية منطقها وقوتها على زوجها، هذا الأخير الذي لم ير منذ عودته من المهجر عائلته، وفي أول يوم من خروجه من المنزل تشاجر مع شقيقه بلقاسم على قطعة أرض كل واحد يعتبرها ملكه وهي صورة تنقل أهمية الأرض بالنسبة للعائلة القبائلية، حيث تدخلت زوجته وتشاجرت هي الأخرى مع بلقاسم، ما جعل العلاقات العائلية تتعقد أكثر. لكن دا أرزقي سئم من هذه الوضعية وأصبح اسمه على لسان العام والخاص بالقرية، مما قرر أن يغير الوضع بمنزله وأن يسيطر على زوجته، حيث اغتنم فرصة عرس زواج شقيقه بلقاسم ليقنع زوجته على نسيان الماضي وطي صفحة المشاكل العائلية، لكن وردية رفضت، وهو الأمر الذي دفع بدا أرزقي للاعتداء عليها جسديا وأخرج كل ما في قلبه من غضب وسخط، لكن ذلك لم يمنعه من فرض قوته على زوجته، هذه الأخيرة التي قررت تحويل زوجها إلى خاتم بين يديها وذلك بالاعتماد على السحر والشعوذة.