علمت ''الجزائرنيوز'' من مصادر متطابقة، أن عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال لجأوا، مؤخرا، إلى انتهاج طريقة جديدة لتسهيل دخولهم إلى المدن والمناطق الحضرية، واختراق الحواجز ومراكز المراقبة الأمنية، وكذا للإفلات من عمليات التمشيط التي تستهدفها بولايتي تيزي وزو وبومرداس، تتمثل في التنكر في أزياء النساء· وحسب المعلومات التي تحصلت عليها ''الجزائرنيوز'' من مصادر موثوقة، فإن عناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشطة على مستوى الشريط الغابي الحدودي لولاية تيزي وزو مع ولاية بومرداس، بجبال سيدي علي بوناب وغابات ثمذة نمحالة وغابات تادميت، وغابات إيحيذوسان، أصبحت، مؤخرا، تعتمد على طريقة جديدة تتمثل في التنكر في أزياء النساء وخاصة ارتداء الجلباب لدخول المدن والمناطق الحضرية· وفي هذا السياق، أكدت مصادر متطابقة أن قرية ''مول الديوان'' شهدت، نهاية الأسبوع المنصرم، حادثة كشفت هذه الطريقة حيث حاول عنصران إرهابيان دخول مدينة ذراع بن خدة قادمين من غابات الجهة الجنوبية لقرية مول الديوان الممتدة إلى غابات سيدي علي بوناب، وكانا يرتديان زيا نسائيا يتمثل في جلباب أسود، وقفازات سوداء، وحسب شهود عيان، لم يكن يظهر من جسديهما سوى العينين، حاملين معهم حقائب يد· وأضافت، مصادرنا، أنه بعد دخول الإرهابيان قرية مول الديوان، في حدود الساعة السابعة مساء، وجدا بأحد أزقة القرية شابين يتعاطيان المشروبات الكحولية والمخدرات، وعندما شهد الشابان حقائب يد كبيرة نوعا مع الإرهابيين اللذين اعتقدا أنهما إمرأتين، حاولا سرقتهما وتجريدهما باستعمال السلاح الأبيض، مستغلين خلو الزقاق من الحركة حيث كان الليل قد بدأ يرخي سدوله، لكن المنحرفين تفاجآ بإخراج أحد الإرهابيين سلاحا من نوع كلاشينكوف من تحت الجلباب، وتحدث إليهما بصوت رجل وهددهم بإطلاق النار في حالة الإقتراب منهما، وبعد اكتشاف هؤلاء الشباب أنهما إرهابيان لاذا بالفرار، فيما عاد الإرهابيان أدراجهما بعد اكتشاف أمرهما من طرف سكان القرية· وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فإن الإرهابيين إختارا دخول مدينة ذراع بن خدة عن طريق القرية لكون العديد من نسائها يرتدين الجلباب والنقاب، وهذا بغرض التمويه· وحسب بعض سكان القرية، فإنهم كثيرا ما يشاهدون نساء متجلببات يتحركن على مستوى هذه القرية، ويستخدمنها كمعبر لهن خلال الفترات الصباحية من الساعة السادسة حتى الثامنة، موعد بداية الحركة· وفي هذا السياق، أكدت مصادر لها صلة بملف مكافحة الإرهاب، أن أحد الإرهابيين الموقوفين، مؤخرا، بولاية بومرداس، أكد حقيقة هذه المعلومات، واعترف لمصالح الأمن بأن ما يسمى ب ''تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' إنتهج طريقة جديدة لدخول المدن والمناطق الحضرية وتتمثل في اصطحاب الإرهابيين لأطفال صغار، تتراوح أعمارهم بين سنتين و10 سنوات، بهدف تجنب تفتيشهم من طرف مصالح الأمن في الحواجز الأمنية وفي نقاط المراقبة· وأضاف، أن هؤلاء الإرهابيين يتسترون في أزياء نسائية قصد تسهيل عملية التحرك ودخول المدن وتسهيل الإتصال بين كتائب وسرايا منطقة القبائل، لا سيما الكتائب الناشطة بولاية بومرداس وتيزي وزو، وأكد الإرهابي الموقوف أن الإرهابيين أصبحوا يخيطون ملابس النساء في معاقل سيدي علي بوناب، حيث يملكون آلات الخياطة، وكشف كذلك أن هؤلاء الإرهابيين يلتقون بكثرة في الأسواق الشعبية الدائمة والأسبوعية بمدن تيزي وزو وبومرداس، لتبادل المعلومات والأخبار فيما بينهم· كما اعترف بأن هؤلاء الإرهابين حينما يتنقلون في المدن يتجنبون نقل السلاح معهم، وأحيانا يكتفون فقط بالمسدسات الآلية·